قدم إلى مصر في الأسبوع الماضي وفد صحفي من الباكستان،
تلك الدولة الحبيبة التي يجمعنا بها الإسلام. وقد لقي الضيوف
الكرام ما يليق بهم من الحفاوة والتكريم، فإضافتهم الحكومة
المصرية، ورحبت بهم الشخصيات والجماعات المختلفة،
واهتمت الصحف بأنباء تنقلاتهم وما يقام لهم من حفلات، وقد
تتبعت ما نشر عنهم باهتمام وسرور، ولكن شيئا واحدا نغص
على هذا الشعور، إذ قرأت بأهرام الخميس (٥٤١٩٥١) في
سياق ما أعد لهم من برنامج في ذلك اليوم، ما يلي:(وفي
المساء يقيم لهم معظم على مندوب وكالة أسوشييندبرس
الباكستانية، حفلة كوكتيل في داره).
وقفت عند حفلة الكوكتيل هذه مندهشا! فهؤلاء الإخوان من الباكستان التي نتصورها أمة مسلمة محافظة على شعائر الإسلام، ونغتبط بهذا التصور الذي تكونه في أذهاننا قرائن ومظاهر مختلفة، منها ما تعلنه حكومة الباكستان من أن دستورها يقوم على تعاليم الإسلام، وما يبديه ممثلوها في الهيئات العالية من الدفاع عن الإسلام ومناصرة المسلمين، وما يترامى إلينا من تمسك الشعب الباكستاني بأهداب الدين، ولعل قراء الرسالة يذكرون ما كتبته منذ أسابيع بعنوان (هل نحن مثقفون بالثقافة الإسلامية) على لسان باكستاني كبير تحدث إلى مقارنا بين الروح الإسلامية في مصر وفي الباكستان.
لذلك دهشت إذ رأيت إخواننا من مسلمي الباكستان يتداعون
إلى شرب الخمر في برنامج ينشر على الناس. . . فتوقعت