للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أولا غاية التأنق والتظرف و. . . التحذلق، ويعرض على الفتاتين بضاعته (الغالية) من الحذلقة (الرفيعة) ويوهمهما أنه بالتأوهات ذات المدلولات التي يفسرها لهما طبقا لأصول الحذلقة، فتعجبان به غاية الإعجاب؛ ثم يلحق به صديقه (الفيكونت) ويأخذ معه بنصيب من الحذلقة ومن إعجاب الفتاتين.

وحين تبلغ الحذلقة تمامها، تفاجأ الفتاتان بمنظر عجيب، إذ يدخل الخاطبان اللذان أعرضتا عنهما فينهالان ضربا على المركيز والفيكونت. . . ويتبين أن هذين خادما الشابين الخاطبين مثلا دوريهما للعبث بالمتحذلقتين، ليسخر الشابان بهما وينتقمان منهما.

المسرحية لموليير، وهي كسائر مسرحياته تقدم نماذج غريبة من الناس وتصورهم في سخرية، وتضحك من تصرفاتهم وما يلابسها من مفارقات. وقد أخرجها الأستاذ زكي طليمات، وأهم ما يستلفت النظر في الإخراج هو اتجاه كل شيء على المسرح نحو هدف المسرحية واستخدامه في تصوير جوها، من حركات الممثلين ونبرات إلقائهم وترتيب المناظر والإضاءة. . . الخ، غير أني ألاحظ أن شخصية الأستاذ زكي تنعكس على الممثلين فتفيد في أكثر الأمور إذ تضفي حيويته الفنية عليهم، ولكن ظلالا خفية جدا من هذه الشخصية تجعل الممثلين يتماثلون في طابع واحد، ويتجلى ذلك في أصواتهم عندما (يزومون).

أما الممثلون والممثلات فقد أجادوا جميعا، وكانت البطولة البارزة في هذه المسرحية لعبد الغني قمر (ماسكريل) فوفق في تمثيل الحذلقة توفيقا يستدعي الإعجاب، وقد جاراه في ذلك أحمد الجزيري (جودليه)، ومثلت سناء جميل إحدى المتحذلقتين (مادلون) وسناء فتاة قديرة على التعبير البليغ، وقد برعت في هذا الدور براعة تشبه ما أبدته في دورها الخالد بمسرحية مريض الوهم. ومثلت سميحة أيوب المتحذلقة الأخرى (كاتوس) فاستطاعت أن تجاري سناء في دورها، وقد لاحظت تقدمها و (لحلحتها) في هذه المسرحية وأيضا في مسرحية (مريض الوهم) أكثر من قبل.

عباس خضر

<<  <  ج:
ص:  >  >>