للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أراحنا من الفلاحة وهمها ولم تكن لآبائنا ولا أجدادنا، فالفلاحة

على كل حال بلية أعاذنا الله والمحبين منها. ويقول في موضع

آخر: فلا بد على كل حال من تغليق المال، ولو حصل من

ذلك الهم والنكال، كما في المثل الذي اشتهر وعم: مال

السلطان يخرج من بين الظفر واللحم، وما دام على الفلاح

شيء من المال فهو في هم شديد، ويوم السداد عند الفلاح يوم

عيد. وهو يصف الكاشف ونزوله البلد، كما يصف الملتزم

وأفعاله، من إلزامه الفلاح ولو كان فقيرا بإطعامه وإطعام

أصحابه الذين معه، وإطعام دوابه. وقد يربي الفلاح الدجاج

ولا يأكل منه شيئا - ويحرمه على نفسه وعياله، وكذلك

السمن والدقيق يبقيه لأجل هذه (البلية) على حد قول المؤلف،

وهو وصف مؤثر جدا لا يغنى فيه إلا الإطلاع عليه.

وفي الكتاب لمحات دقيقة، ونقدات لاذعة لبعض البدع كبدعة طواف الميت، وهو يحمل على الدراويش حملة عنيفة، كما يصف بعض خطباء المسجد وصفا لطيفا مضحكا.

وقصارى الأمر أنه لولا ما في الكتاب من إفحاش لكان من الكتب التي يجب أن تنشر وتذاع، ومع ما فيه فهو في النواحي التي ألمنا إليها وثيقة لها قيمتها.

علي العماري

<<  <  ج:
ص:  >  >>