للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والتطويل، على أنه من أول الكتاب يضغط على هذه الناحية،

ويوليها عناية خاصة، فهو يذكر أن بعض الفلاحين شمخ بأنفه

وتاه على أخدانه، ونال السعادة يوما، وذلك أنه استحضر

لزوجه سقطا، في يوم عيد، فطلبت منه رائحة فقال ما معي

فلوس، فقالت له زوجه: من خلى شيء لعقب الزمان ينفعه، أنا

خليت بالصومعة أربع بيضات، خذهم ولا تقل لحد فإن الناس

تحسد الناس وخصوصا اليوم عيد وأنت اليوم في نعمة كبيرة،

ثم يذكر الرجل أن السعادة تمت لهم حين لقي هو وزوجه في

كرش الجدي شوية فول صحيح، ولكن الرجل ما يكاد ينتهي

من ذكر قصته للناس حتى يقولوا له متعجبين مما ناله من

السعادة: زمانك يا أبوعفرة ولى وراح، ومات الناس، وجار

علينا الظالمون.

الحالة السياسية: أو حالة الفلاحين مع حكامهم، والمؤلف كذلك

يولي هذه الحالة عناية فائقة، ويستطيع من يريد البحث أن يجد

صورة وافية لظلم الحكام في عصر المؤلف، ومعاملته

للفلاحين، بل إن جملة واحدة يذكرها المؤلف تدلنا أبلغ الدلالة

على ما كان يعانيه الفلاحون، فهو يقول: ولكن نحمد الله الذي

<<  <  ج:
ص:  >  >>