الحديثة) وترعرعت، وحلت الإسكندرية محل (أثينا) في زعامة العالم الفكرية، وكانت مكتبتها الضخمة المشهورة متخمة بالمؤلفات الإغريقية وغيرها. .
هكذا كانت صلة مصر باليونان في الزمن القديم حية زاهرة جنى العالم منها أطيب الثمرات. .
وهكذا حافظت مصر على تراث اليونان الفكري ورعت صلتها الثقافية بها. .
وهكذا تعود هذه الصلة الآن بينهما بعد أن لوعهما الحنين، واستفاض بهما الشوق!!. وقد تجلت هذه العودة المباركة في تلك الدعوة الكريمة التي وجهتها اليونان إلى معالي وزيرنا العالم الأديب الدكتور طه حسين باشا لمنحه الدكتوراه الفخرية من جامعة أثينا العتيدة. . . وكم أسعدنا ذلك الحديث التي طلعت علينا به (الأهرام) إذ يقول معاليه بعد عودته (وقد أنشأت مصر في جامعة أثينا كرسي فاروق الأول للغة العربية وآدابها، وأنشأت اليونان في جامعة فاروق بالإسكندرية كرسي للغة اليونانية الحديثة وآدابها، وستنشئ معهدا للدراسات اليونانية القديمة في الإسكندرية. . وقد كانت الحكومة اليونانية رقيقة إلى أقصى حدود الرقة حين قررت أن ترد إلى الإسلام (مسجد أثينا) الذي كان معطلا منذ استقلال اليونان سنة ١٨٢١).
وأخيرا فإننا نرجو أن تتوطد هذه الصلة الثقافية من جديد، وتتسع وتعمق، فلعلها تكون بعثا فكريا جديدا للأمتين العريقتين، فتستعيدا مكانتهما القديمة السامية بين أمم العالم الحديث.