قال الدكتور يميني رئيس الجمعية الإسلامية في زانغون في بورما من خطاب ألقاه في مسجد وكنج أثناء حياة خواجة كمال الدين (لقد جذب محاضراته المتعددة، ومواعظه التي تحرك العواطف، قلوبا مستعمية، وراحت تلك الخطب والمواعظ تصل إلى كل جزء من الجزيرة البريطانية، في صور متنوعة من الكتب الصغيرة)
ولم يمض وقت طويل على نشاطه الجبار، حتى اعتنق الإسلام أكثر من ألف رجل وامرأة من الإنجليز، ومن بين هؤلاء المسلمين شخصيات مشهورة كاللورد هدلي، بدأ حملته التي كانت تهدف إلى بناء مسجد (نيزاميا) في لندن؛ فتألفت لجنة برآسة اللورد هدلي كانت سببا مباشرا في تأسيس الجمعية الإسلامية في بريطانيا العظمى في لندن، وافتتحت أبوابها للمسلمين من أنحاء الأرض وبقى اللورد هدلي رئيسا لها حتى توفاه الله إلى رحمته عام ١٩٣٥.
إن نجاحه العظيم في مثل هذا الوقت القصير ليدعو إلى الدهشة والإعجاب. ففي عام ١٩٢٥ رافقه اللورد هدلي في حجه الثاني إلى مكة. والآن وبعد سبعة وثلاثين عاما من هذا الجهاد المقدس، قد لا نستطيع أيضا إدراك المتاعب التي كان يلاقيها من يدعو للإسلام في إنجلترا قبل الحرب العالمية الأولى. ولعل مولانا محمد علي - مترجم القرآن الكريم إلى الإنجليزية ورئيس الجمعية الإسلامية في لاهور بالباكستان - استطاع في ذلك الوقت وصف هذه المصاعب حين قال:(هنا كان إنسان من شعب محكوم في طريقه إلى الأمة التي حكمت بلاده، يتجه من بلاد مازالت تعد في أسفل درجات سلم الحضارة إلى بلاد تقف على قمة ذلك السلم، ليحول سكان هذه البلاد الراقية، إلى دين قومه؛ يحول الناس عن الديانة التي تعتبر عاملا أساسيا في تقدم أوربا في الناحية العلمية والمادية والسيطرة على الدنيا، إلى ديانة أصبحت لديهم مرادفة للانحطاط والجهل والذل).
نشاطه الأدبي:
لقد كان بعيد النظر حين بقى بعيدا عن السياسة، ولم يرفع عقيرته حتى رأى الخطر يقترب من الإسلام، ولكنه كان لا يسكت إذا مس إنسان الإسلام من قريب أو من بعيد. ولذلك ألف كتابين في الرد على بعض الجماعات الإنجليزية حين تعرضت للإسلام وهما: (الهند في