عم جميع أوربا، فكان معروفا في فرنسا، وألمانيا، وبلجيكا التي زارها عدة مرات. وكان من أثر الدعوة إلى الإسلام باللغة الإنجليزية في بريطانية أن تأسيس مركز في برلين للجمعية الإسلامية الباكستانية، ولم تمض نهاية سنة ١٩٢٠ حتى شيد مسجد في عاصمة الألمان على نفقة تلك الجمعية، وتأسس في باريس مسجد آخر من تأثير خواجة كمال الدين، لأن فرنسا - وهي دولة استعمارية تحكم عددا من المسلمين - لا تحب أن تسبقها بريطانيا وألمانيا في هذا المضمار. أما أقطار أوربا الأخرى، فنعرف أن تأثيره أمتد حتى شمل بولندا، فترجم أحد مؤلفاته عن الإسلام إلى اللغة البولندية في نهاية عام ١٩٣٠.
نشاطه في بلاد الإسلام:
لقد امتدت جذور نشاطه في بلاد الإسلام أكثر من امتدادها في أوروبا، وخاصة في أفريقيا وآسيا، القارتين اللتين تعرضتا لتيار عنيف من الثقافة البريطانية، فكانت مجلته إسلامك ريفيو تلاقي انتشارا واسعا بين المسلمين. وقد زار عدة مرات بلاد الإسلام وخاصة في مواسم الحج حيث زار الأماكن المقدسة حاجا مرتين، عام١٩١٠، و١٩٢٣. ثم قام برحلة طويلة وصل بها إلى سنغافورة وجاوا، وكان يقابل بالترحاب في كل دولة وخاصة في مصر المضيافة العظيمة، إذ استقبل فيها استقبالا حارا، واستمعت إلى فصاحته جماهير غفيرة من المسلمين وهو يتدفق كالسيل عن الدين الحنيف.
أيامه الأخيرة
أخذت صحته تنهار حوالي سنة ١٩٢٧ من جراء نشاطه الجبار، وعمله المضني، فترك إنجلترا راجعا إلى مسقط رأسه في بلاد الهند. وقبل أن يغادر بريطانيا ألف مجلس أمناء لرعاية المسجد، ووقف جميع ما يملك، وتقدر قيمته بمائة وخمسين ألف روبية، على الجمعية الإسلامية في وكنج، وحول إلى هذه الجمعية كافة الحقوق المتعلقة بطبع مؤلفاته أو ترجمتها، وكذلك مجلة إسلامك ريفيو.
وزاد عليه المرض وألح، فانحطت قواه، وراح يعاني آلاما مبرحة من أمراض صدرية احتملها بصبر عجيب وجلد نادر، مدة خمس سنوات. وعلى الرغم من تعاليم الأطباء المشددة بوجوب الإخلاد إلى السكينة، فإنه لم يرتح دقيقة واحدة، وعلى الرغم من عدم