للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في تلك (السهرة) سمعنا عجبا. . بدأ المذيع نحن الآن في مسجد سيدي مرزوق الأحمدي - ووصف موقعه بالضبط - لنذيع عليكم الاحتفال بمولده. . . يالها من همة. . يزيدها شأنا علو مذياع جارنا (الفسخاني) المفروض علينا سماعه فرضا! ثم غنى (الفقي) ومعه (تخته) يردد ما ينشده ويحكي عبثه وتكسره. . وكلما ارتفعت أصوات الاستحسان تمادى في تقطيع أوصال الكلمات وتشويه نطقها بمختلف الأفانين، كأن يقول:

(نابي (نبي) ألبس الدنيا جمالا) ويمد الرجل نون (نبي) ما ساعده نفسه وهو طويل. . . وهو يخلط ما ينشد، يأتي ببيت من منظومة وآخر من أخرى، ثم يسترسل في نثر مسجوع، ويتضمن كل ذلك معاني سخيفة وخيالا سقيما، ومما علق بالذاكرة

يا أل بيت النبي عبيدكم غلبت ... عليه شقوته والساعة اقتربت

منوا على من به أيدي النوى لعبت

ومنه:

(في يوم موته أهتز العرش طربا، ومال الكرسي عجبا) ويستمر في كلام غث يتحدث به عما يزعم أنه وقع يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الكلام أن الحيتان في قعر البحار. . لست أدري ماذا فعلت!

ويدرك كل ذي ثقافة إسلامية صحيحة ما في ذلك الكلام كله من انحراف عن جادة الفكر الإسلامي السليم. ولكن الإذاعة المصرية لا تدرك ذلك، لأنها جاهلة، وجهلها مركب، إذ تضيف إلى جهلها أن تذيع هذه الحفلات على أنها حفلات دينيه وتجترم تشويه الدين بإذاعة هذا السخف باعتباره من مظاهر الدين!

ذلك قليل من كثير، مما تصيبنا به الإذاعة التي نسمعها على كره. وهو مثل من المهزلة الإذاعية التي تمثل في هذه البلاد المسكينة.

إلى معالي وزير المعارف

مسكينة بنيتي الصغيرة! كانت ناعمة بطفولتها، تغدو إلى (الروضة) في شوق وإقبال، وتروح إلى البيت في مراح ونشاط، تحصل ما يلقى إليها في أثناء المرح واللعب، بل تلتقطه كما يلتقط الطير الحب، شهيا مريئا. ثم تبدل الحال، إذ أصبحت تنوء بالواجب المدرسي ولما تزل في الروضة! هذه عمليات حسابية، وتلك قطع إملائية، وغير ذلك، مما

<<  <  ج:
ص:  >  >>