للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والزينة. والحياة لا تستطيع أن تستغني عن كليهما. وكذلك عندما نلاحظ تاريخ الأمم التي كانت لها حياة أدبية، وكان لها شعر ونثر، نلاحظ أن حياتها قد بدأت شعرا، وأن الشعر وجد فيها قبل أن يوجد النثر بزمن طويل) ويمضي أعزه الله في الحديث إلى أن يقول: (فالأمم التي لها أدب، قبل أن تعبر عن عواطفها وميولها بالنثر، عبرت عن لذاتها وآلامها بالشعر، وكان الشعر هو لسانها الأدبي، فلما تطورت هذه الأمم وارتقى عقلها، نشأ عن ذلك أن وجدت فيها أفكار وآراء عجز الشعر عن أن يعبر عنها.) وذلك قول يشق عن وجه الحقيقة النقاب.

وليس من معنى هذا القول أن نهمل متحدث اليوم فهو كاتب قدير؛ إنما الواجب أن تناقشه على أساس أن للفرع أصلا

بركات

ضر وضرر

رفع عالم جليل بحثا قيما طريفا إلى المجمع اللغوي الموقر فرق فيه بين الضر والضرر، ذاهبا إلى أن لفظ (الضرر) يستعمل في أحوال العاهات فقط، وشكك حضرته في الاستشهاد بالحديث الشريف: (لا ضرر ولا ضرار) مؤيدا رأيه بقوله تعالى:

(لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله)

ولكن فات حضرته أن التنزيل الحكيم قد ورد به أيضا: (وأيوب إذ نادى ربه أنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر). وقد استعمل كلمة (الضر) و (الضرر) بمعنى واحد فإن هذا يدل على أنهما لفظان مترادفان. ولا محل بعد ذلك للتشكيك في الحديث الشريف، ولا للتضييق حيث أراد الله ورسوله التوسيع.

عبد الحميد عمر

الرسالة

الأستاذ صاحب المقال المعقب عليه يقرر أن فعل ضر إذا كان لازما كان معناه صار ضريرا أي أعمى، ومصدره وهو الضرر لا يستعمل إلا في العاهات كالعمى والزمانة. وقول الله تعالى (غير أولي الضرر) إنما يريد به ابن أم مكتوم وكان أعمى. أما الضر

<<  <  ج:
ص:  >  >>