للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(كذب عدو الله) ثم أرسل رجلا فقال: (إن وجدته حيا فاضرب عنقه وإن وجدته ميتا فحرقه بالنار)

وأخرج أبن سعد في الطبقات والطبراني عن المقنع التميمي قال: (أتيت للنبي بصدقة إبلنا فأمر بها فقبضت. فقلت إن فيها ناقتين هدية لك، فأمر بعزل الهدية عن الصدقة، فمكث أياماً وخاض الناس أن رسول الله باعث خالد بن الوليد إلى رفيق مضر فمصدقهم، فقلت والله ما عند أهلنا من مال! فأتيت النبي (ص) فقلت له: إن الناس خاضوا في كذا وكذا!! فرفع النبي يديه حتى نظرت إلى بياض إبطه وقال. (اللهم لا أحل لهم أن يكذبوا علي) قال المقنع: فلم أحدث بحديث عن النبي إلا حديثاً نطق به كتاب أو جرت به سنة يكذب عليه في حياته فكيف بعد موته؟)

وفي هذا الكلام فوائد كثيرة لا نطل ببيانها

الكذب على النبي بعد وفاته:

وإذا كان قد كذب عليه في حياته، فإن الكذب قد كثر عليه بعد وفاته صلوات الله عليه وكبار الصحابة متوافرون. وقد استفاض هذا الكذب بعد وفاة عمر لأنه كان - كما علمت - يخيف الناس حتى أفزعت كثرة الأحاديث على رسول الله كبار الصحابة وأمضتهم

فقد روى مسلم في مقدمة صحيحة بسنده عن طاووس قال: جاء هذا إلى أبن عباس (يعنى بشر بن كعب) فجعل يحدثه فقال له أبن عباس: عد لحديث كذا وكذا، فعاد له. فقال: ما أدري أعرفت حديثي كله وأنكرت هذا؟ أم أنكرت حديثي كله وعرفت هذا؟

فقال أبن عباس: (إنا كنا نحدث عن رسول الله إذا لم يكن يكذب عليه! فلما ركب الناس الصعبة والذلول تركت الحديث عنه)

وجاء بشر العدوي إلى أبن عباس فجعل يحدث ويقول، قال رسول الله! قال رسول الله! قال. فجعل أبن عباس لا يأذن لحديثه، ولا ينظر إليه! فقال. يا أبن عباس، مالي أراك لا تسمع لحديثي؟ أحدثك عن رسول الله ولا تسمع؟ قال أبن عباس إنا كنا مدة إذا سمعنا رجلا يقول، قال رسول الله ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعبة والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف

وأخرج مسلم عن أبن سيرين قال: لقد أتى على الناس زمان وما يسأل عن إسناد حديث،

<<  <  ج:
ص:  >  >>