للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وعمل على استخلاصها من يد الممثل الأجنبي، فتأكد يا صديقي أن أمة هذا شأنها لا بد واصلة إلى تحقيق أهدافها وغاياتها

واجب علينا إذن أن نعرف مواطن الضعف في أنفسنا فنقومها؛ وواجب علينا أيضا أن نعرف مواطن القوة في غيرنا فنعمل على الأخذ بأسبابها في بلادنا؛ وبريطانيا هي المحرك الأول لسياسة الدنيا في هذا العصر، ولعل من الخير لنا أن نحاول فهم الأسباب الرئيسية لقوتها وعظمتها

الأسد البريطاني:

حاول أيها الصديق الكريم أن تنظر إلى خريطة سياسية للدنيا، وسيسترعي انتباهك حتما سعة أملاك بريطانيا مما جعل البريطانيون على حق فيما يذهبون إليه من (أن أملاكهم لا تغرب الشمس عنها أبدا). ويذكرنا ذلك باتساع الإمبراطورية الإسلامية في عصرها الزاهر مما دفع الخليفة هارون الرشيد أن يخاطب سحابة كانت تمر به قائلا: (أمطري حيث شئت يأتني خراجك)

تمتاز الأملاك البريطانية باتساعها، ولا عجب، فإن بريطانيا تحكم ثلث اليابس، إذ تملك أستراليا وتجثم على صدر معظم أفريقيا، وتتحكم في معظم آسيا، ولها ممتلكات واسعة في أمريكا

ولعل مما يثير اهتمامك وانتباهك أيضا أن بريطانيا شديدة أشد الحرص على أن تكون مفاتيح البحار في يدها، فلها في كل بحر من البحار، ومحيط من المحيطات، جزائر متناثرة، ولكن أهميتها عظيمة لأنها مأوى الأسطول البريطاني الذي تسود به بريطانيا على الدنيا

الأسطول البريطاني:

بريطانيا سيدة البحار، هذا هو ما تزعمه وهو صحيح من غير شك، فما يزال الأسطول البريطاني (الدرع الواقي) لإنجلترا حتى أيامنا هذه؛ بل إنني أعتقد بحق أن الجندي المجهول الذي كسب لبريطانيا الحرب الأخيرة، مع أن الناس لم يشعروا بقيمة الحرب البحرية في الحرب الأخيرة ولم يقدروها حق قدرها

<<  <  ج:
ص:  >  >>