لقد ذكر المستر مارما دوك بكتال مترجم القرآن إلى الإنجليزية وهو يتحدث عن هذا الأمر فيما يتصل ببلاد الهند. . . (أن أعماله في إنجلترا ليست غير جزء من عمله العظيم، ولم أستطع إدراك ذلك حتى أتيت إلى الهند فلمست الأثر المباشر لكتاباته عن مبادئ الدين، وعملها في بعث الحياة في العالم الإسلامي الذي يغط في سبات الغفلة، ليس في الهند فحسب وإنما في كل جزء من أجزاء العالم الإسلامي، حيث أخذت الحمية والحماسة والوعي تأخذ طريقها إلى قلوب الأجيال الجديدة من المسلمين. . .)
وقال المستر يعقوب خان (إن الأجيال الجديدة من المسلمين الذين تتلمذوا على الحضارة الغربية، وقفوا مندهشين وهم يرون مبادئ الإسلام تنحني لها رقاب الطبقات التي تحكمهم خشوعاً وإكباراً، وتدخل في دين الله أفواجا، فراحت تذوب من نفوسها رذائل الشعور بالنقص، وأخذت تدرك أن الإسلام ليس الدين الذي يخجل الإنسان من اعتناقه. هذا هو العامل الأساسي الذي حفظ للإسلام شبابه من التدهور في مادية الغرب الإلحادية، وأعادهم إلى حظيرة الدين الحنيف. . .)
أما في بلاد الإنجليز. فقد أتم الله على يدي خواجة كمال الدين نصر الإسلام، وأضحى دين الإنسانية الذي يعتز الناس بالانتساب إليه، وجعل الإنجليز يدركون في سهولة ويسر المشاكل التي يتعرض لها العالم الإسلامي في علاقاته معهم
والباكستان - مسقط رأس خواجة كمال الدين - الدولة الإسلامية الفتية التي تسير في الطليعة رافعة علم الإسلام عاليا أمام العالم الإسلامي، ليس لأنها أكبر دولة إسلامية، بل لأن المسلمين فيها تدفعهم جميعا رغبة عنيفة ملحة لخدمة مبادئ الدين بأوسع ما في الخدمة من معنى، والباكستان نفسها مدينة بما يضطرم في نفوس أبنائها المسلمين من الحماس الديني - إلى حد بعيد - إلى خواجة كمال الدين
لقد قدر لبعض الناس في سير الحياة أن يؤسسوا الممالك ويشيدوا أمجادا طواها التاريخ وألقاها في نهر الحياة المتدفق ليحملها إلى ما وراء الحياة مع أصحابها، ولكن الله أراد أن يكون خواجة كمال الدين الدعامة التي قامت عليها نهضة الدين الحنيف، ذلك الدين الذي يدعونا إلى محبة الذين حولنا، وهذا الشعور هو أثمن ما ربحته الإنسانية في مسيرها الطويل من تراث خالد عظيم. .