للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأشعري فإذا قال علي قولاً وقال هذان قولاً كان قولهما لقوله تبعاً.

وعن عامر قال: قضاة هذه الأمة أربعة، عمر وعلي وزيد وأبو موسى الأشعري ودعاة هذه الأمة أربعة: عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان والمغيرة بن شعبة وزياد.

وذكر ابن القيم في أعلام الموقعين عن مسروق قال:

(جالست أصحاب محمد (ص) فكانوا كالأخاذ، الأخاذة تروي الراكب والأخاذة تروي الراكبين، والأخاذة تروي العشرة، والأخاذة لو نزل بها أهل الأرض لأصدرتهم، وأن عبد الله (أبن مسعود في تلك الأخاذة).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل ما بعثني الله من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجاذب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت فذلك مثل من فقه في دين الله. . رواه الشيخان وغيرهما.

رواية الصحابة بعضهم عن بعض وروايتهم عن التابعين

ليس كل ما جاء من الأحاديث عن الصحابة مما رووه عن رسول الله صلوات الله عليه ودون في كتب الحديث، قد سمعوه بآذانهم من النبي مشافهة، ولا أخذوه عنه بالتلقي وإنما كان يروى بعضهم عن بعض، فمن لم يسمع من الرسول كان يأخذ ممن سمع، وذلك بأن مجالس الرسول كانت متعددة، وتقع في أزمنة وأمكنة مختلفة، فما يحضره منها بعض الصحابة قد لا يحضره البعض الآخر، وإنك لتجد ذلك فيما رواه بعض الصحابة، وبخاصة أولئك الذين أقلهم صحبة لرسول الله وأكثرهم رواية عنه، كابن عباس وأبي هريرة وغيرهما.

فقد ذكر الآمدي في الأحكام أن أبن عباس لم يسمع من النبي إلا أربعة أحاديث. وقال أبن القيم في الوابل الصيب إن ما سمعه ابن عباس من النبي لم يبلغ العشرين حديثاً، وعن ابن معين والقطان وأبي داود صاحب السنن أنه روى النبي تسعة أحاديث.

وأبو هريرة أسلم في العام السابع من الهجرة، فهو بذلك لم يصاحب النبي إلا ثلاث سنين، وهو زمن قليل جداً ليس من المعقول أن يكون قد سمع فيه من النبي كل هذه الآلاف من

<<  <  ج:
ص:  >  >>