للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأحاديث التي رواها.

قال البراء بن عازب (ما كل ما نحدث كموه قد سمعناه من رسول الله! ولكن حدثنا أصحابنا وكانت تشغلنا رعية الإبل). ورواية البيهقي: ليس كلنا كان يسمع حديث النبي، وفيه والناس لم يكونوا يكذبون فيحدث الشاهد عن الغائب أي بغير أن يذكر من روي عنه.

وفي كلام ابن الصلاح وغيره في رواية الأكابر عن الأصاغر أن أبن عباس والعبادلة الثلاثة وأبا هريرة وغيرهم قد رووا عن كعب الأحبار الذي أسلم في عهد عمر.

على أن الصحابة في روايتهم عن إخوانهم أو عن التابعين لم يكونوا يذكرون عندما يتحدثون - كما ذكرنا - أن أحاديثهم قد جاءتهم عن سبيل الرواية عن غيرهم، ذلك بأنهم كانوا يرون ما يرون في المناسبات التي تستدعي ذلك مهما طال الزمن من غير غزو لمن سمعوا منهم ثقة بهم وقد جرت الرواية على ذلك إلى أن وقعت الفتنة؛ وقد قال ابن سيرين في ذلك كانوا لا يسألون عن الإسناد حتى وقعت الفتنة، ولما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم.

وقال الآمدي:

(وقد قيل إن عباس لم يسمع من رسول الله (ص) سوى أربعة أحاديث لصغر سنه ولما روي عن النبي (ص) (إنما الربا في النسيئة وأن النبي (ص) لم يزل يلبي حتى رمى حجر العقبة.

قال في الخبر الأول لما روجع فيه: أخبرني به أسامة بن زيد. وفي الخبر الثاني: أخبرني به أخي الفضل بن عباس) وأيضاً ما روى عن أبن عمر عن النبي (ص) أنه قال (من صلى على جنازة فله قيراط. وأسنده بعد ذلك أبي هريرة. وأيضاً ما روى أبو هريرة عن النبي (ص) أنه قال: من أصبح جنباً، في رمضان فلا صوم له. وقال ما أنا قلته ورب الكعبة ولكن محمد قاله فلما روجع فيه قال حدثني به الفضل بن عباس.

وروى عن البراء بن عازب أنه قال: ما كل ما نحدثكم به سمعناه عن رسول الله (ص) ولكن سمعنا بعضه وحدثنا أصحابنا ببعضه.

وأما التابعون فقد كان من عادتهم إرسال الأخبار، ويدل على ذلك ما روى عن الأعمش أنه قال: قلت لإبراهيم النخعي: إذا حدثتني فأسند، فقال إذا قلت لك حدثني فلان عن عبد الله

<<  <  ج:
ص:  >  >>