للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- قد كان في بدء حياته أحد عمال المناجم وكذلك كان أبوه - يمتع بجاه المنصب وسطوته ولكنا نراه يترك هذا المنصب الخطير من تلقاء نفسه حين يرى انه لا يستطيع تحقيق المبادئ التي يعتنقها، وهي العمل على أن تيسر الدولة للعمال الحياة الكريمة السعيدة. ويقول في كتاب استقالته ما ترجمته (إنه يستقيل لأنه لا يوافق على مشروع الميزانية الجديدة إذ أنه مشروع خاطئ إذ يرصد أموالاً طائلة لبرنامج التسلح مما يرهق الميزانية ولأنه يتخذ من رفع الأسعار وسيلة من وسائل الحد من الاستهلاك المحلي، ولأنه بدء لتحطيم الخدمات الاجتماعية التي كان يفخر بها حزب العمال إذ قررت زيادة الضرائب على الأسنان الصناعية والنظارات).

ويقول (إنه ليس مما يشرفني أن أقرن اسمي بتنفيذ سياسة لا يقرها ضميري ولا برضاها عقلي، وأني آسف إذ أشعر أني مضطر إلى اتخاذ هذه الخطوة بعد هذه السنين العديدة التي تعاونا فيها حكومة واحدة قامت بكثير من الخدمات لقضية العمال ولتقدم الجنس البشري).

ويقول (أن الوظائف العامة يجب أن يعهد بها إلى من يؤمنون بأنهم قادرون على النهوض بها) ويختتم استقالته متمنياً لرئيس الوزراء الصحة والعافية.

ويقبل رئيس الوزراء الاستقالة آسفاً وشاكراً له ما قدم من خدمات وتمنيات. ومع هذا فلم يفصل حزب العمال المستر بيفان من عضويته، وكذلك أعلن بيفان أنه لن يهاجم الحكومة لما يرجوه على يدها من خير للعمال. وهكذا تكون الشجاعة وحرية الرأي.

ويحرص أفراد الشعب البريطاني على أداء الواجب المطلوب منهم حرصاً تاماً، ويهتمون بالرياضة والألعاب الرياضية اهتماماً كبيراً. ومن كلمات ولنجتون المأثورة قوله (لقد كسبنا معركة واترلو فوق أرض ملاعبنا). ويمتاز البريطانيون بصبرهم وببر ودهم وسعة حيلتهم ودهائهم، ولعل موقف إنجلترا من روسيا في الحرب الأخيرة يظهر لنا ذلك واضحاً جلياً.

ففي سنة ١٩٣٩ أرسلت إنجلترا وفرنسا بعثة لمفاوضة روسيا لعقد اتفاق لإتمام حركة تطويق ألمانيا، وبدأت المفاوضات ولكن ألمانيا أرسلت بعثة أيضاً لمفاوضة روسيا، فتوقفت مفاوضات روسيا مع مندوبي فرنسا وإنجلترا وبقوا بدون عمل، وانتهت المفاوضات بين روسيا وألمانيا بعقد ميثاق عدم اعتداء بين الدولتين وبعد ذلك طرد المندوبون الإنجليز والفرنسيون ولكن إنجلترا لم تغضب ولاذت بالصمت وتذرعت بالصبر. وقد كان من نتائج

<<  <  ج:
ص:  >  >>