للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه كلمة بسيطة أكتبها عن هذا الديوان الذي لولا جهود مردم بك يحظ قراء العربية به. إذ أن شعر أبن الجهم لم يجمع قبل الآن؛ ولولا الأستاذ خليل ما أتيح له أن يكون بين أيدينا، وخصوصاً وأن أكثر قراء العربية لم يقرأوا من شعره إلا بعض الأبيات منشورة في بطون الكتب، ومنها القصيدة المشهورة الملحقة بآخر الديوان والتي مطلعها:

عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن ... الهوى من حيث أدري وأدري

أعدن لي الشوق القديم ولم أكن ... سلوت ولكن زدن جمراً على جمر

وهي قصيدة عابرة يذكرني أسلوبها القصصي الممتع بأسلوب عمر بن أبي ربيعة في أقاصيصه الشعرية، ولعله نظمها تأثراً به حيث يقول:

وما أنس م الأشياء لا أنس قولها ... لجارتها: ما أولع الحب بالحر

فقالت لها الأخرى فما لصديقنا ... معنى وهل في قتله لك من عذر

الخ الحديث بينه وبين صاحبته وجارتها حتى يتخلص منها إلى مدح المتوكل

ولكن إحسان الخليفة جعفر ... دعاني إلي ما قلت فيه من الشعر

هذا ما عناني كتابته عن هذا الديوان شاكر للعلامة مردم بك هديته الغالية، ومقدراً الجهود التي يبذلها أعضاء المجمع العلمي العربي في سبيل إحياء التراث العربي، وعاتباً أشد العتب على الصديق الأستاذ الكبير محمد بهجت الأثري سكرتير المجمع العلمي العراقي على الكسل الذي لازمه ولازم أعضاءه، فالمجمع وقد مرت على تأسيسه لم يحقق ولم يطبع كتاباً يستحق الذكر، مع أن ميزانيته لا تقل عن أي مجمع عربي آخر، والذنب في كل ذلك يعود إلى الانتخاب الخاطئ الذي جرى بين أعضائه.

عبد القادر رشيد الناصري

<<  <  ج:
ص:  >  >>