للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وزن الشعر، وقد كنت أود أن معالي الأستاذ حين إيراده هذه الرواية أن يعلق عليها بالشك ورغم ورودها في المصادر الآنفة الذكر.

ولا أظن أن هذا الاعتراض البسيط يحط من قيمة الديوان أو من الجهد الجبار الذي بذله الشارح حين مراجعته لعشرات الكتب لتحقيق بيت أو كلمة، فهو جهد يستحق عليه كل تقدير وإجلال. كما أنني معه عند شكه في نسبة القصيدة المنشورة في صفحة ٤٨ من الديوان والتي مطلعها.

سل الدمع عن عيني جسدي المضني ... وهل لقيت عيناي بعدكمو غمضا

إلى علي بن الجهم عن أسلوبه ونفسه وخصوصاً لما فيها من ذكر القيروان كما جاء:

وإني أرى بالقيروان أحبتي ... وأعتاض من ضنك منيت به خفضا

ومدحه لأبي مروان

بجبل أبي مروان أعلقت عروتي ... وحسبي إعلاق صريح العلا محضا

ولاشك مثله أنها موضوعة عن لسانه لأن القارئ لا يشعر فيها بالعاطفية الجياشة التي يشعر بها عادة عند قراءته شعر بن الجهم وخصوصا قوله فيها

أقول وقد عيل اصطباري من النوى ... وأصبح دمع العين للشوق مرفضا

كما قال قيس حين ضاق من الهوى ... فلم يستطيع في الحب بسطا ولا قبضا

(كأن بلاد الله حلقة خاتم ... على فما تزداد طولاً ولا عرضا)

فهذا شعر صناعة، وهو أشبه ما يكون بشعر شعراء الفترة المظلمة كما أنني مثله في أن القطعة الأخيرة المنشورة في صفحة (١٩٦) للجاحظ لا لعلي بن جهم وها هي

يا نورة الهجر جلوت الصفا ... لما بدت لي ليفة الصد

يا مئزر الأسقام حتى متى ... تنقع في حوض من الجهد

أوقد أتون الوصل لي مرة ... منك بز نبيل من الود

غالبين قد أوقد حمامه ... قد هاج قلبي مسلخ الوجد

أفسد خطمي الصفا والهوى ... نخالة الناقض للعهد

وهو أشبه ما يكون بشعر أصحاب الحمامات منه بشعر شاعر له منزلة عالية لدى الملوك كعلي بن جهم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>