فرصة للحديث عن الطب عند العرب، وبدأ هذا البحث بقوله إن العرب عرفوا الطب علماً إنسانياً بعيداً عن الهوى والغرض من أي نوع خالصاً من الاعتبارات الدينية والجنسية وما إليها، يدل على ذلك اتخاذ الخلفاء أطباء ومترجمين لعلوم الطب من مختلف الديانات والأجناس. وتحدث عن طائفة من الأطباء والمؤلفين في الطب، وبين أتساع اللغة العربية لمصطلحات الطب في القديم، وتحدث عن الجهود الموفقة لتي بذلت، أوائل عصر النهضة العلمية المصرية، في وضع المصطلحات الطبية، وتأليف معاجم في ذلك باللغة العربية، حتى بلغ الحديث عن معجم الدكتور شرف بك فبين خصائصه وأغراضه وأوجز تاريخ حياة سلفه وإبراز جهوده العلمية.
وكانت كلمة المجمع في استقبال الدكتور أحمد عمار للدكتور منصور فهمي باشا فأعتذر في أول كلمته عما عساه يقع في كلامه من أخطاء نحوية لأنه سيرتجل. . على أن الكلام استقام له فلم أسمع منه خطأ إلا مرة واحدة عندما قال (لست لغوى) وما كنت أعني بهذا لولا اعتذاره. . قال الدكتور منصور باشا: لست طبيباً ولست لغوياً حتى أستطيع أن أبرز مكانة الدكتور عمار في الطب واللغة. والدكتور منصور فهمي باشا من أساتذة الفلسفة فلا بد أن يجنح إليها في حديثه عن الدكتور عمار، قال: فلا أقل من التحدث عن ناحية أحسها في الدكتور عمار، وهي العصبية في اللغة التي تعتمد على نوع من الحب هو في نظري اللغة التي تعتمد على نوع من الحب هو في نظري ضرب من ضروب القومية الوطنية. وأفاض متفلسفاً في ماهية هذه الصبية وكيف نشأت حتى وصل إلى هبة من الله.
وأوجز الدكتور منصور باشا تاريخ حياة الدكتور عمار منذ حفظ القرآن الكريم في المكتب بالقرية، ذاهباً إلى أن هذا اليوم الذي يستقبل فيه المجمع عضوين حفظاً القرآن الكريم هو يوم البركة التي حلت به. .
ومما قاله أن الدكتور عمار وجه إلى الدراسة العلمية الطبية على رغم شغفه باللغة والأدب، فبرع فيها براعته في اللغة والأدب، وهذا يجلنا نعود إلى تاريخ الحضارة الإسلامية العربية، إذ كان يقال إن العالم أو الطبيب فلان ثبت في اللغة، فالعضو الجديد يذكرنا بذلك الماضي ويحملنا على الأمل في أن يستفيد المجمع من هؤلاء العلماء الذين يتذوقون اللغة العربية.