للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وبعد ذلك وقف الدكتور أحمد عمار فألقي كلمته، وكان يعني فيها بالإعراب وصحة النطق عناية ظاهرة إلى مافي أسلوبه من قوة وجزالة. شكر المجمع على اختياره واستقباله، وأعرب عن شعوره المتواضع إزاء اختياره خلفاً للمغفور له الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني، وتحدث عن سلفه بما هو أهله من الإكبار وخص فنه في كتابة المقالة قائلاً إن مقالات المازني مجد أدبي عريق. واقترح الدكتور عمار في - ختام كلمته - على المجمع أن ينسج في ترجمة المصطلحات الطبية المنحوتة على نفس المنوال، أي يترجمها إلى كلمة منحوتة من كلمات غربية ذات دلالة كدلالة الكلمات التي نحت منها الأصل، ووعد بأن يبسط هذا المقترح في بحث جديد.

إقرار كلمات محدثة:

أتينا في الأسبوع الماضي بأربعة وعشرين لفظاً من الألفاظ التي أستعملها المحدثون في معان لم تسمع عن العرب الأولين، وأقرها أخيراً مجمع فؤاد الأول للغة العربية بعد أن عرضها عليه الأستاذ أحمد حسن الزيات طبقاً لما أرتاه من حق المحدثين في الوضع اللغوي وقبول السماع منهم وهو حق بعد إقراره، كما تعد الألفاظ التي أقرت، حدثاً في تاريخ اللغة العربية، وطالما اشتجرت الأفلام في هذه الألفاظ، وطالما حمي الوطيس بين الناقدين والمنقودين بشأنها وقد هدأت تلك الحرب ثم جاء إقرار المجمع بمثابة عقد الصلح فوضحت الحدود اللغوية وصار لكل كلمة اعتبارها الذي لا يجوز الطعن فيه وهاك بقية تلك الكلمات:

٢٥ - الثقافة: مصدر ثقف صار حاذقاً والمحدثون يستعملونها اسماً من التثقيف وهو التعليم والتهذيب، ومنه قول القائل (ولولا تثقيفك وتوفيقك لما كنت شيئاً) فهي عندهم تقابل لفظ عند الفرنج.

٢٦ - ينقصه كذا - يستعمل المحدثون (بنقصه) بمعنى يعوزه، فيقولون هو عالم ولكن تنقصه التجارب، والعرب يقولون: نقصت الشيء أذهبت منه شيئا بعد تمامه.

٢٧ - المقاولة والمقاول: قاوله في أمره مقاولة: فاوضه وجادله: ومن المفاوضة والمجادلة أطلق المحدثون المقاولة على عملية يتعهد فيها طرف بتنفيذ مشروع لقاء أجر معين يؤديه الطرف الآخر والمتعهد بالتنفيذ مقاول.

<<  <  ج:
ص:  >  >>