للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوحي لا تزال تلهم)!. .

ثم وجدت الشاعر الفرد يعرف طريقه حين يقول في مقدمته، (وليس من ريب في أن الشعر القمين بالخلود هو ما كان مرآة لنفسية قائلة، هذه المرآة تريك صورة من تجارب الشاعر، وملابسات بيئته وعصره، وظلال الأجواء التي يستوحي منها شعره، ولابد أن تكون صادقة في التعبير عن ملامح فنه، وأن تستمد صدقها الفني من حرارة العاطفة وتوهج الشعور، ووضوح التجربة وتفاعل الثقافة).

وذهبت أتلمس الشواهد على ذلك الذي قال فإذا هي مائلة في الديوان، وإذا هي كثيرة، وإذا هي تدل على عراقة في الشعر برغم قصر العهد، وشاعرنا في نضرة الشباب الآن، وإذا هي تنبئ عن مستقبل يفيض بالخير العميم في ميدان الإنتاج الشعري، فلو تضافرت جهود الشعراء من طراز ذلك الجهد، مع التجويد والتعبيد، لا ينتظرنا للشعر دولة تقوم فتعيد الإيمان به كركن من أركان الأدب الرفيع، على أني كنت أطمع أن أجد في الديوان السيل الغامر من (الإسلاميات) و (الدينيات)، ولا عجب في هذا الطمع، فالشاعر حجازي قرشي، وهو نفسه يقول في الديوان: (من روابينا هفا نور النبوة)؛ ولقد وجدت قطرات مما أريد متناثرة خلال الديوان، وكنت أطمع في المزيد، ولكن يظهر أن شبيبة الشاعر هي التي أوحت إليه أن يهيم في أو دية الجمال والخيال، وأن يستجيب لهفوات الجلوات والصبوات، وما في ذلك من عاب، فالعندليب الصداح اليوم بالهوى والشباب، سيكون له في العروبة والإسلامية غدا كتاب وأي كتاب.

للشاعر الغرد كريم التحيات، ولديوانه الجديد صادق التقدير!. .

احمد الشرباصي

المدرس بالأزهر الشريف

من صور الحياة

لي صديق عرف بالتقوى، جاءني مرة عابس الوجه قائلاً: أن أشد ما يؤلم النفس ويضعف الهمة أن يهدر الحق وتنطمس معالمه، وقد يزول أثره ثم يقام على أنقاضه الباطل على هوانه ليصبح على ضعفه مدوياً!

<<  <  ج:
ص:  >  >>