للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والآكام.

وتمدد جبال طويق في وسط المنطقة من الشمال إلى الجنوب وهي حجرية كلسية جرداء متموجة، تتألف من سلسلتين متوازيتين، وسفوحها الغربية منحدرة، أما سفوحها الشرقية فقليلة الانحدار. ويبلغ ارتفاعها زهاء ستمائة قدم على الهضبة الغربية. وتمتد الجبال من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، وتنكسر في الوسط وتغير اتجاهها إلى الجنوب فالجنوب الغربي فتنتهي إلى وادي الدواسر. وفي المحل الذي تنكسر فيه تجري الوديان من الشرق إلى الغرب وتصب في وادي حنيفة. وهذه الوديان ضيقة وعرة في محل الانكسار حيث ترتفع سفوحها الشمالية والجنوبية بانحدار شديد.

وتنصرف مياه الأمطار التي تهطل على الجبال إلى الشرق والغرب في الوديان والشعب؛ فمنها ما يصب في وادي حنيفة، ومنها ما يكون وادي الخفس وشعيب العتشى حيث تنصرف مياهها إلى الدهناء. ومنها ما يصب في مقاطعة الوشم ويسقي منخفضاتها ويكون واحتها الخصبة. والشعيب الذي يكون وادي الخفس ينبع من جنوب ثادق ويجري نحو الجنوب إلى الحريملة ومنها يتوجه شرقاً. وهذا الشعيب ووادي حنيفة يقسمان الجبال إلى سلسلتين: الغربية منهما مرتفعة ووعرة وهي طويق، أما الشرقية فمنخفضة ولطيفة الانحدار وهي روابي العارض في الشمال وجبل صلبوخ في الوسط والجبيل في الجنوب. وأما وادي حنيفة (وهو أعظم وادي في هذه المنطقة) فقد سميت القبائل الساكنة على جانبيه باسمه. وصدره في الأرض الفاصلة بين العارض من جهة، والمحمل السدير من جهة أخرى ويبدأ الوادي في ثنية اليمامة في شرقي خشم الحيسية، ويتكون من عدة شعب تجري من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال. فيستمد الوادي ماءه منها فيجري من الغرب إلى الشرق. وفي جوار عقرباء، حيث نشبت المعركة الفاصلة بين جيش خالد وبين جيش مسيلمة، يغير الوادي اتجاهه فيجري من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي في وادٍ يضيق في بعض المحلات ويعرض في البعض الأخر، وهو شديد الوعورة في الشمال وسهل المجرى في الجنوب. وعلى حافتي الوادي شيدت القرى والمدائن، حيث استقيت المياه المنصرفة إليه، وزرعت البساتين حولها. والوادي في هذا القسم يتغذى بعدة شعاب ينصب أكثرها فيه من السفوح الغربية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>