وفي محل انكسار سلسلة طويق تصب فيه عدة وديان بحيث إنها تغير اتجاهه في جوار السليمية واليمامة فيتوجه نحو الشرق فالجنوب الشرقي إلى أن ينتهي في رمال الربع الخالي.
وكان من وصايا أبي بكر إلى خالد بن الوليد أن يأخذ الحيطة عند الهجوم على أهل اليمامة. وكان الخليفة محقاً في هذه الوصية، لأن أهل اليمامة سكان القرى المبنية في الوديان الضيقة، وعلى سفوح الجبال الوعرة، بنو دورهم بالحجارة، وسوروا قراهم بالجدران وأنشأوا الحدائق بالقرب من قراهم، وزرعوا فيها النخيل والأشجار وأحاطوها بالحجارة ليمنعوا المارة من دخولها أو ليعتصموا بها عند الحاجة.
فأهل اليمامة إذن لا يشبهون أهل البادية في القتال، فهم معتصمون في جبالهم المنيعة، ومعتزون بقراهم المتينة، وحدائقهم المستحكمة ولا تزال آثار هذه القرى ظاهرة في تلك الأنحاء. وهذه القرى كثيرة ومنتشرة على طوار وادي حنيفة، وفي مقاطعة الخرج، وفي الوديان والمنخفضات والواحات.