طريقةالتحليل المنطقي، وكان أعظم ما عمله رسل هو تخليص التحليل المنطقي من سيطرة النحو التقليدي، فإن المهني النحوي لجملة من الجمل لا يؤدي لا معنى المنطقي لهذه الجملة، فحينما نقول:(أن وحيد القرن غير موجود حقيقة) فهذه الجملة ليست من نوع الجملة التي تماثلها من الناحية النحوية وهي (إن الأسود غير وديعة) فالجملة الأخيرة تعني أن هناك حيوانات معينة اسمها الأسود صفة معينة وهي الوداعة، ولكن الجملة (وحيد القرن غير موجود) لا تعني أن هناك حيوانات اسمها وحيد القرن وتنقصها صفة الواقعية، لأنه ليس هناك مثل هذه الحيوانات حتى تكون هناك مثل هذه الصفة.
إن أهم شيء في فلسفة رسل هو منطقه وآراؤه فيما بعد الطبيعية والأخلاق والطبيعة، والعلاقة بين المادة والعقل، ويمتاز رسل بتحليله المنطقي العميق وهو يحب أن لا توضع فلسفة في صف الفلسفة المثالية أو الواقعية، بل يفضل أن توصف بأنها (منطقية ذرية) لأن الشيء الذي يميز كل دراسته هو استخدامه للتحليل المنطقي كطريقة ومنهاج، واعتقاده أنه، بهذه الطريقة يستطيع أن يصل إلى رأي مقبول في طبيعته المادة فالمادة مكونة من ذرات وبتحليله المادة تحليلاً منطقياً يستطيع الوصول إلى حقائق ووقائع ذرية والذي يجدر بنا الإشارة الآن هو رأي رسل في المعرفة لأنه بمثابة العمود الفقري من فلسفته فيقول رسل (إن كل حقائق معرفتي عن العالمالخارجي هي حوادث في عقلي)(ص ١٧١) ويوضحذلك فيقول (إن ما أعرفه بدون استنتاج حينما أكون حالة، ولتكن (رؤية الشمس) ليس هو الشمس بل حادثة عقلية في نفسي، وأنا لا أشعر بالموائد والكراسي الموجودة الآن، بل إن ما أحس به هو تأثيراتها المعينة فيَّ، وإن موضوعات الإدراك الحسي التي أعتبرها (خارجية) بالنسبة إليَّ مثل السطوح الملونة التي أراها ليست خارجية إلا في فراغي الخاص الذي يتوقف عن الوجود حينما أموت) (ص٢٢٥).
(وحينما يقال إني أرى المائدة فإن الذي يحصل حقيقة هو أني أحس بإحساس مركب يشابه - باعتبارات معينة - في بنائه المائدة الطبيعية) فالإنسان حينما يرى المائدة لا يرى المائدة، بل إنما يرى منها لونها وشكلها، وإذا لمسها أحس بها، ولكنه لا يرى اللون أو الشكل حقيقة بل كل ما يحدث أن الإشعاع اللوني على بصره وأنه لا يرى الشكل كاملاً مستطيلا أو مستديراً مثلا بل يراه من جهة واحدة، ثم هو الذي يعطي له الشكل المستطيل