او المستدير، وحينما يلمسها فكل ما يحدث أن يتأثر إحساسه تأثيرات خاصة (فلسنا نرى حقيقة الموضوعات الطبيعة بشيء أكثر من سماعنا للموجات الكهرطيسية حين سماعنا للراديو)(ص ٣١١).
والأمر الرئيسي في هذا القول هو إنني حينما أرى شيئاً وليكن مائدة مثلاُ فأن إدراكي الحسي هذا هو حادثة في عقلي أنا، ولكن ما هو الإدراك الحسي؟
يجيب رسل عن ذلك بأنه - كما يستعمل اللفظة - ما يحدث حينما يرى شيئاً أو يسمع شيئاً أو حينما يعتقد في نفسه أنه أصبح يشعر بشيء خلال حواسه.
وأما آراؤه في التربية فهو يرى انه ينبغي أن تعالج التربية في السنوات الأولى من الطفولة لأنه بعد سن السادسة تقريباً يكون قد تكون لدى الطفل عادات وميول بها يسهل قياده في الطريق الصحيح المراد أن يسلكه، فنحن نستطيع أن نشكل أو نوجه غرائز الطفل وقواه في سنواته الأولى إلى ما نريده من تربية. والطفل ليس شريراً أو خيراً بفطرته، بل أن الذي يحوله إلى الخير أو الشر هو التوجيه التربوي القويم أو المعوج في السنوات الأولى، ويهدف من التربية إلى خلق أناس يتوفر لديهم من النشاط والحيوية والشجاعة وعدم الخوف والذكاء وسعة الأفق وأتساع العقلية الشيء الكثير. ولا بد من الحرية الفكرية وتشجيع العزيمة - لدى الشباب - إلى مناقشة كل أمر، والإيمان بأن المعرفة يمكن تحصيلها، وأنها ليست مستحيلة وإن كانت صعبة في بعض الأحيان.
ومن المفيد أن يربط بين العلم النظري والحياة العملية وتبين فائدة العلم النظري في الحياة للأطفال، وليس معنى ذلك إهمال العلم المحض، فهناك علوم لها قيمة كبرى بغض النظر عن تطبيقاتها العملية.
ولنستحضر أمام أعيننا أن الحياة السعيدة هي تلك الحياة التي يفعم جوانبه الحب، ولكنه ليس حباً تقوده أمور اعتباطية، بل هو الحب الذي تقوده وتدير رحاه المعرفة والعلم، فمعرفة بدون حب تؤدي إلى هلاكنا، وحب بدون معرفة يؤدي إلى هلاكنا أيضاً.
وهل هناك من إله؟ يقول رسل أن لا! وأن كان هناك إله فهو إله محدود، وليس ببعيد أن يقول ذلك فهو الذي يقول أن الانسان وحش وإله. وليس هناك من إله مطلق القوة والقدرةبالصفات التي يعتقدها المستيحيون في الله، لأن الله لو كان مطلق القدرة ما خلق هذا