ريتشارد: لنشرب حتى الساعة السادسة من اليوم السادس من الشهر السادس عام ١٩٣٦
إدوارد:(وهو يتناول الكأس) إنها الآن السادسة تماماً. .
ريتشارد:(في فزع). . لا. . ليست كذلك. . والآن. . أبسط إلي الأمر الذي من أجله أردت أن تراني
إدوارد: لقد طالعتني إحدى الصحف بمقال عنك نادتك فيه بالرجل الفريد في (لوتون) والأستاذ الجامعي الذي لا يود مطلقاً أن يتحدث إلى أحد. .
ريتشارد: ترهات.!! أنا لست بمثقف. . ولست بأستاذ جامعي الآن. . ثم إني أتحدث إلى كثير من الناس. . بيد إني لا أحب أن أجادلهم. . إني أكره مباحثة الأشياء معهم. . لأنني لا أجد أية راحة في البحث والنقاش.
إدوارد: أنا لا أظن أن يوجد في (لوتون) أناس كثيرون تجد مناقشاتك في نفوسهم هوى. . فما (لوتون) إلا مدينة ضئيلة ملئ بشرذمة من أغبياء القوم. . الذين لا يثرثرون إلا في أمور عادية هي أشد تفاهة من عقولهم المصدئة. . وإذا عن لهم أن يطرقوا باب المناقشة فليكن في الحثالات والنفايات.
ريتشارد: قد يكون هذا هو الصواب. . وقد لا يكون فأنا لم أقابل إلا أفراداً قلائل منهم. . وإن كانوا قد تحدثوا إلي في شيء من الذكاء. . إلا إنني لم أجد لذة في حديثهم.!! وأنت. . هل أتيت لتقيم هنا على الدوام.؟
إدوارد: أجل. . أجل. .! ولقد اعتزلت عملي، وسأظل هنا على الدوام. . وإنه ليسعدني أن ألقاك من وقت لآخر. . وستجد في محدثاً يحسن الجدل في لباقة.! أنا لا أفخر بذكائي ولست أقصد التواضع. . فهو أغث من الكبرياء.! لقد ارتحلت كثيراً. . واطلعت بتوسع. . وخبرت الحياة. . فوقفت على الكثير من خباياها.! وإني أعتقد أنك سوف ترتاح إلي عن الآخرين. . هل تجد في حديثي إليك أي غضاضة أو عدم ارتياح؟
ريتشارد: حقاً. .! إنك تملك عقلاً سليماً. . وتستعمله استعمالاً طيباً. . ولكنك سوف لا تتمكن من الوصول إلى السر الذي أنطوي عليه. . قبل أن أودع الحياة. . وهاهو ذا اعترافي. .