للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إدوارد: يمكنك أن تثق بي. . وإنه ليبدو لي أنني أعرفك من قبل.

ريتشارد: (وقد تناول وسادة موضوعة على المكتب) ضع هذه خلف ظهرك لتريحك. . أوه.! أجل. . أنت تعرفني من قبل. . لقد التقينا في مدرسة القديس أنطوني.

إدوارد: (مستذكراً) نعم. . لقد تذكرت الآن. . (ديك ألين) منافسي الخطير الذي فاز بجوائز المدرسة دوني. .

ريتشارد: أجل. . لقد كنا في المدرسة زميلين. . كنت أنا مثال الطالب الغبي الذي يتخذ مكانه في مؤخرة الصفوف. . وكنت أنت أنموذجاً رائعاً للجد. . سواء في عملك أم في لهوك. أما أنا فقد كنت أرتبك في أبسط الحاجات. . كم كنت أنظر إليك بعين الحاسد. . لنجاحك المطرد

إدوارد: إنك لم تكن غبياً كما تعتقد. . ولكنك لم تجد ميلاً من نفسك لدراسة الأشياء. . والتغلغل في أعماقها. . إنك لم تكن عملياً بالمعنى المنشود

ريتشارد: لم أكن أبداً عملياً. . . (لحظة صمت وشرود). . . ذات يوم. . . حين كنت في المدرسة. . . عثرت - دون قصد - على كتاب غريب أسمه (قوى العقل الغامضة).

إدوارد: أتقصد قراءة الأفكار؟ أذكر أني قرأت بعض تجارب لهذا النوع. . كم كانت مسلية للغاية. . فمثلاً. . الرجل يفكر في رقم من الأرقام. . أو أسم من الأسماء. . فتذكره له زوجه. . ولكن التجارب لم تكن دائماً موفقة.

ريتشارد: لا. . . لست أقصد قراءة الأفكار. . . إن ما أعنيه هو معرفة (الغيب). ومعرفة الغيب هي إدراك المستقبل والتنبؤ به. . . والإنسان الذي يوهب هذا الشيء الخارق. . تكون له القدرة على لمس الحوادث قبل وقوعها. . قال الكاتب هذا. . وقال أيضاً إن هذه القوى نادرة الوجود جداً. . ففي كل مليون آدمي. . واحد فقط هو الذي يملكها. . وغالباً ما يجهل هذا الواحد أنه يملكها! قال الكتاب إن هذه القوى يمكن تنميتها وفسر كيف يكون ذلك.

إدوارد: (في دهشة) أنا لا أفهم شيئاً مما تقول. . زدني إيضاحاً.

ريتشارد: (متضايقاً) سل نفسك عدة أسئلة عن أشياء تتوقع حدوثها. . دون أن تشغل عقلك بشيء. . وعندئذ ستتوارد الإجابات على ذهنك.

إدوارد: هراء.! إنه غير ممكن. . وليس لمخلوق القدرة على التنبؤ بالغيب.

<<  <  ج:
ص:  >  >>