ريتشارد: أرجوك. . لا تقاطعني. . أنصت إلى قصتي العجيبة:
لم أكن سوى طفل صغير غير مصدق ما يضمه هذا الكتاب بين دفتيه. . وهل اكتملت فيه عوامل الصواب. . أم لا.؟. حاولت بادئ ذي بدء أن أتنبأ بأشياء صغيرة على سبيل التجربة، فمثلاً كنت أسائل نفسي: من الذي سيقتحم علي الغرفة بعد؟. وخطت محاولاتي خطوات واسعة. . حتى أقدمت على ذلك الاختبار التاريخي الذي كنت أخشاه لعقيدتي الراسخة بأنه نوع من الخداع وحاولت التنبؤ بالأسئلة التي سوف تلقى علي.
إدوارد: وماذا كانت النتيجة؟ أذكر أنك صعدت فجأة إلى القمة. . وصرت تبزني بعدها في كل الامتحانات.
ريتشارد: نعم لقد كنت دائماً أحمل لك في نفسي الحقد والحسد لتفوقك علي. . ولكن بعد ذلك. . بدأ نجمي في الصعود. . وأخذت أحوز السبق في المعمعة دونك. . لأنني أصبحت مخادعاً عبقرياً. . أجل. . إنه اعتراف صارخ مني بأن نجاحي كان خدعة كبيرة. . ثم سارت حياتي في ركب الحياة على تلك الوتيرة وهذا هو سر فشلي.
إدوارد: ولكنك بتلك القوة الخارقة. . تستطيع أن تنال قسطاً وافراً من النجاح. .
ريتشارد: انتبه. . لقد كسبت جائزة مدرسية كما تعرف. . ثم حصلت على مجانية التعليم الجامعي. . وكل جائزة جامعية وصرت في طليعة المتقدمين. . ولم يجرؤ أحد على منافستي. . ولما نلت إجازة التدريس عينت أستاذاً بالجامعة. . وأذكر أني كنت أحدث أستاذ تولى ذلك المنصب. . وبعدها. .
إدوارد:(في تحفز) ماذا حدث؟
ريتشارد: قدمت استقالتي. . . لقد كان يجب علي أن أستقيل كنت أجهل المادة التي أدرسها. . . وهي الأدب الإنجليزي. . . إذ كان عقلي لا يحمل سوى القدر اليسير الذي اجتزت به الامتحان. . . أعني الأسئلة التي تنبأت بها. . . ودرست الإجابة عنها.
إدوارد: وماذا كان من أمرك بعد؟ أوفقت في الحصول على عمل آخر؟
ريتشارد: أرسلت طلبات عدة. . . ضاعت معها محاولاتي أدراج الرياح. . . بيد أني في النهاية وفقت إلى عمل متواضع. . . كمدرس بسيط. . . ولكني استقلت.
إدوارد:(في عجب) استقلت! كيف ذلك؟ إني أعتقد أنك سوف تكون مدرساً موفقاً. . .