لاسيما وأنك ستعرف ما ستأتي به الامتحانات. . . وسينجح تلاميذك بفضل إرشادهم إياهم إلى الإجابة الصحيحة.
ريتشارد:(في أسف) أجل: كان من السهل أن أفعل ذلك. ولكن ضميري لم يسمح لي بأن ألقي بتلاميذي في بؤرة الجهل التي تحتويني، فلم أرض أن أخدعهم. وتجنبت مواضع الأسئلة التي سيمتحنون فيها. . . وكان أن رسب جميع التلاميذ فرميت بعدم الكفاءة على التدريس. . وأقصيت من عملي وواجهتني عاصفة هوجاء من الفقر. . فقلت لنفسي. . إذا لم يتيسر لي الحصول على المال الشريف فسأنهج أي طريق آخر للحصول عليه. . (يرمق إدوارد بنظرة طويلة شاردة) ألم تذهب يوماً إلى السباق. . ألم تراهن على جواد ما؟
إدوارد: راهنت أكثر من مرة. . ولازلت أراهن على المملكة الفضية.
ريتشارد:(وقد أسبل جفنيه وقتاً). . راجا هو الأول. . المملكة الفضية هو الثاني. . الحظ هو الثالث. . سوف تخسر كل مراهناتك يا مستر إدوارد! لقد ربحت من وراء المراهنات مالاً طائلاً. . ولكني لم أتذوق لذة هذا الربح لأني كنت أعرف أنني سأربح دائماً. . إن لذة المال ليست في كسبه. . وإنما هي في التنقيب عنه والجري وراءه!!
إدوارد: إنك مثالي للغاية. . ولم تحاول مطلقاً أن تقنع نفسك بلذة الحصول على هذا المال.
ريتشارد:(مستطرداً) ولما لم أشعر بلذة هذا الربح. . عولت على ترك المراهنات. . والتحقت بمكتب للتأمين. . كنت قادراً على أن أدلي بآرائي السديدة إلى الشركة فأشير عليها مثلاً بقبول تأمين هذا. . لأنه سيحيى طويلاً. . وبرفض ذاك لأنه سيموت غداً! ولاقت توجيهاتي رواجاً محموداً. . فتبوأت في الشركة مقعد المجد والشهرة. . وعينت وكيلاً لها بإحدى المدن الضخمة. . ثم مستشاراً عاماً لجميع شركات التأمين. .
إدوارد: لعله عمل طيب ومدر للربح في وقت واحد!
ريتشارد: لا بل كان على النقيض. . لأنني كنت أدرك خطورة الجرم الذي أقدم عليه. . لقد كانت الشركة دائماً تستحوذ على أكبر قدر من المال. . والجمهور هو الذي يخسر. . هل تسول لك نفسك أن تحرم إنساناً حقه. . فتسلب أمواله. . لتقدمها إلى الشركة. . وربما أنت تعرف أن أسرته وأولاده في مسيس الحاجة إلى هذا المال؟ إن التأمين الوحيد الذي جعلني أشعر بالسرور ذلك الذي أشرت على الشركة أن تعقده - وكنت أدرك نتيجته - فخسرت