الإنساني لمختلف الشعوب - وعلى الأخص تلك التي في يدها مقدرات السلم والحرب.
ومعادل هذه الدراسات علوم اجتماعية متنوعة - منها علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي، والأنترويوجيا وفلسفة التاريخ والاقتصاد بالإضافة إلى العلوم الاقتصادية والسياسية. فالاقتصاد والفلسفة السياسية والتاريخ لا تكفي للتعرف على أسباب التوتر في العلاقات الدولية. فالكثرة من المعلقين السياسيين في الصحف السيارةيقتصرون في تحليلهم للعلاقات الدولية على مطالعاتهم في التاريخ والاقتصاد والسياسة المعاصرة. وقل أن تجد من يزود نفسه بالدراسة العلمية العميقة لتلك العوامل النفسانية والاجتماعية المتباينة التي تؤثر في سلوك الشعوب والجماعات القومية إزاء المشاكل السياسية والعسكرية والاقتصادية التي يواجهها العالم المعاصر.
وقد فطنت لهذه الحقيقة مؤسسة اليونسكو التابعة لهيئة الأمم فكانت جماعة من أهل الاختصاص بالتعرف على دراسة العوامل الخفية الآنفة الذكر وتعميمها بين المثقفين من صناع السياسة وأولئك الذين يوجهون الرأي العام في مختلف الدول والأمصار - من صحفيين وكتاب -
وقد صنفت اليونسكو دراستها في أربعة أبواب: -
الأول: - يبحث في نفسية المواطن في بلد ما وعلاقته بالخلق القومي العام لذلك البلد.
وتحت هذا الباب يلمس الباحث ألوانا من الحقائق الجوهرية الخطيرة التي تسير الاتجاهات العاطفية لذلك الشعبفي صلاته مع العالم الخارجي، ومبلغ التوتر أو الصفاء الذي ينتج عن سير تلك الاتجاهات العاطفية وما تخلق في المراحل النهائية من عنف أو مسلمة إذا ما أن صدمت بالاتجاهات العاطفية والمقومات النفسانية للشعوب الأخرى.
بمعنى آخر - فأن التعرف على المقومات الخلقية لشعب ما والتي يتميز بها عن غيره من الشعوب - التعرف على هذا الاختلاف يساعد كثيرا على تفهم أسس التنافس السياسي الدولي الشديد الذي نقرأ عنه في الصحف السيارة ونتساءل عما إذا كان من الممكن التغلب عليه وإحلال الصفاء والانسجام مكان الخصومة والتحدي.
والثاني: - يسعى لفهم الصورة التي يحملها شعب ما عن الشعوب الأخرى، وهل هذه الصورة صادقه - بمعنى أنها منطبقة على الصورة الحقيقية لتلك الشعوب - أم أنها وليده