طرأت على اللغة بمرور الأحقاب إلى أن بلغت طورها الحالي.
اجل في المزايدات الثلاثية والرباعية تجري الزيادة غالبا بحروف معينة للدلالة على معان خاصة كما هو مفروض في طور التصرف إلا أن هذا بذاته لا يتم باطراد مطلق إذ لا يخلوا من اثر الفوضى القديمة لان كثيرا من هذه المزايدات المعدودة قياسية تعود إلى الدلالة على المجرد عينه زد على ما ذكر أن هذه المزايدات يراد بها مفاهيم مختلفة ومبتعدة أحيانا غاية الابتعاد عن المعنى المقصود من زيادة الحرف المعين لهذه الغاية أعنى انه لا يزال فيها شيء من الفوضى أو عدم الاستقرار الخاص بالطور القديم.
دونكم مثلا وزن (افعل) المزيد فيه همزة، حسب قول الصرفيين للدلالة على التعدية نحو أجلسته، أكرمته، أبعدته. فأنه خلافا للقصد المتوخى من زيادة الهمزة، يراد به فحوى الدخول في الشيء. نحو اصبح: دخل في الصباح، والمبالغة نحو أشغلته: بالغت في شغله. والصيرورة، نحو أقفرت الأرض: أضحت قفرا. والسلب، نحو أشفى المريض: ذهب شفاؤه وأخيراً يأتي بمعنى المجرد ذاته، مما ينافى المراد من الزيادة نحو أفلت البيع، بمعنى قلته أي فسخته. كذا وزن (فعل) المضاعف، أي المكرر العين للتعدية فانه يطلق، فضلا عن هذه الدلالة الخاصة، على التكسير، نحو قطعت الحبل: جعلته قطعا. وعلى السلب، نحو قشرت العود: نزعت قشرة، وعلى اتخاذ الفعل من الاسم بنحو خيم القوم: ضربوا خيامهم، كذلك وزن (استفعل) الدالة فيه الزيادة على الطلب، فإنه يستعمل أيضا لوجدان الفعل. نحو استعظم الأمر: وجده عظيما. وللتحول، نحو إستحجر، وللتكلف، نحو استجرأ. وللمطاوعة، نحو أراحه فاستراح، وأخيرا يرجع إلى فحوى المجرد عينه كأنه لم تكن زيادة، نحو استقر بمعنى قر، وقس على ذلك بقية المزيدات، تلك التي تدعى قياسية بتخصيص دور الحرف المضاف إليها