للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وما بالعهد من قدم ... فما مرت عليه سنه

معاذ الله أن أنسى ... فروض الحب أو سننه

وقلبي كل آونة ... يجدد ذكرها حزنه

وبي شوق لا جياد ... أهاج من الحشا شحنه

ربوع هن لي سكن ... وهل ينسى الفتى سكنه

سقى الله الحجاز ومن ... أتى منه ومن سكنه

وان ديوان الزمزمي الذي اقتطفنا منه النماذج السابقة لا يضم جميع شعره، لأنه قصره على أبواب خاصة. وان الباحث ليجد له قصائد، أو إشارة إلى قصائد، في أعراض متنوعة مبثوثة هنا وهناك في بعض الظان، فقد ذكروا انه عارض القصيدة الميمية التي نظمها القاضي أبو السعود والتي مطلعها:

أبعد سليمى مطلب ومرام ... وغير هواها لوعة وغرام

كما ذكروا انه مدح أمير مكة أبا نمى بقصيدة طويلة معارضاً بها قصيدة الخطيب (ابن داريا) ويمضى الزمزمي في مطلع هذه القصيدة على النحو الآتي من الغزل التقليدي المعروف:

ليحتس الصهباء من يحتسى ... حسبي لمي مرشفك الالمس

على أطلق منه كائني ولا ... توحش بحبس الكأس يا مؤنس

في طرفك الوسنان والخد ما ... يهزأ بالورد وبالنرجس

وجهك لي روض جديد إذا ... أخلقت الأرض القنا السندسي

ولما توفى العلامة حامد بن محمود الجبرتي وكان له صديقاً حميماً عقدت بينهما أواصر الصداقة نحوا من خمسين سنة، رثاه بقصيدة مطلعها على النحو الآتي:

أيها الغافل الغبي تنبه ... إن بالنوم يقظة الناس أشبه

وتأمل فإنما الناس سفر ... دار دنياهمو لهم دار غربة

كل يوم تحل في السرح منها ... عصبة منهمو وترحل عصبه

كيف يهنا الفتى بها وهو فيها ... يشتكي دائماً فراق الأحبة

واحداً اثر واحد قد تداعوا ... للفنا يا لكربة اثر كربه

<<  <  ج:
ص:  >  >>