الوراثة أن نشأ (إسوالد) معتل الجسم في عقله استعداد للاعتلال عند الصدمة الأولى. ولقد نصحه طبيبه الإيطالي بأن يربح عقله وجسمه فلا يرهقهما بمجهود عنيف، وانذره إن لم يتبع نصحه فسيلقي حتفه عن هذا الطريق. فلما مات الأب الشريد أرسلت مسز (الفنج) إلى إيطاليا تستدعي ابنها ليعيش في كنفها، فلما حضر منحته عطفها وحنانها اللذين حرمته منهما قسوة الأيام وفساد أخلاق الأب.
والتقى (لإسوالد) و (ريجينا) فخفق قلباهما اللذين أصابهما كيوبيدبسهمه، وقد مهد لهذا الحب تلاقيهما في المرات السابقة التي كان يحضر فيها الشاب لزيارة أمه، على رقم قصرها، فلما عاد هذه المرة التي سيبقى فيها طويلا، أطلقا لنفسيهما العنان، واصبح كل منهما لا يستطع فراق الآخر، وكانت الشواهد تدل على انهما في طريقهما الطبيعي نحو الاكتمال والسعادة المحققة التي ينشدها كل حبيبين.
فلما رأى مستر (انجستراند) والد (ريجينا) هذه البوادر عز عليه أن يفقد ابنته التي يريد أن يستخدمها في مآربه الدنيئة فعاد يحوم حولها، ينذرها حيناً ويرغبها حيناً آخر. فلما أبت أن فريسة شهية لرواد منزله، لجأ إلى القس (ماندرز) يشكو له ابنته العاقة التي تأبى أن تعيش معه. وتؤثر أن تعيش مع سيدة قاسية غليظة القلب كالمسز (الفنج) التي سبقت أن أبعدت ابنها يعيش ليعيش بعيداً عنها محروماً من عطف أبيه وحنانه انه لا يأمن على ابنته في هذا المنزل وخصوصاً بعد عودة (إسوالد) الشاب. وصدق القس كلامه وخدع بمعسول قوله لأنه كان ينظر إلى المسز (الفنج) نظرته إلى امرأة فظة قاسية. ولأنه لم يكن يعلم لماذا أبعدت ابنها عن أبيه. فذهب إليها يأمرها أن ترد البنت إلى كنف أبيها الحنون.
وهنا تضطر مسز (الفنج) أن تعترف للقس بالسبب الذي من اجله أبعدت ابنها وما كان من أمر الأب الشرير الساقط، وتفهمه إن زوجها قد خانها مع خادمة لها، فتقول له: -
إن ريجينا ليست ابنه مستر (انجستراند) فيسألها القس متعجباً وكيف ذلك؟ فتقول له:
- لقد فاجأت زوجي والخادمة بين أحضانه وهما في وضع مشين والخادمة تقول له: أوه. . . أوه. . . مستر الفنج. . . اتركني. . أرجوك أن تتركني) فاضطررت إلى طرد الخادمة الفاسدة الخلق بعد أن منحتها مالا تعيش منه.
وقد تزوج مستر (انجستراند) من تلك الخادم الساقطة من اجل مالها التي أعطيته لها، وبعد