القرية يقتلهم الجوع ويفرى أجسامهم البرد، وهناك النساء مرتميات كأنهن الوسائد، وقد اقتحمت ذلك المرقص محاولا زجر أولئك القوم عن آثامهم التي يرتكبوها، ولكنهم لم يسمعوا إلى بل القوا بي إلى الخارج فكسرت إحدى ساقي، وفي محنتي تقدمت إلى والدة (ريجينيا) وساعدتني على الوصول إلى داري، ثم اعترفت لي إن رجلاً سلبها عفافها، فقلت لها لقد ارتكبت جرما وأصبحت امرأة ساقطة تحملين الآثم والفجور، ولكن ها أنا ذا اقف بجانبك لأنقذك مما أنت فيه حتى لا تضيفي إلى أبيك آثاماً، أخرى، وقد أنقذت المسكينة حتى لا تكون خطيئتها مضغة الأفواه
وخدع القس بهذا الكلام الزائف، فلبث برهة صامتا لا يتكلم وهو ينظر إلى مسز (الفنج) كأنه يؤنبها على ما قالت في حق (انجستراند) وفي أثناء ذلك خرج (انجستراند) من الدار ليعود إلى المنزل الذي يديره.
وهم القس بالكلام مع مسز (الفنج) ولكنها سمعا صوت (ريجينا) من الداخل تصيح:
ويعقب هذا أصوات اصطدام أشياء، فيلتفت القس إلى مسز (الفنج) ويسألها عن مصدر هذا، فتجيبه وقد أدركت كل شي (إنها أشباح مثقلة بالآثام والشرور ورثها الابن عن أبيه). .
ثم يخرج القس وتستدعى مسز (الفنج) إليها إسوالد وتسأله عما حدث بينه وبين (ريجينا) فيقسم لها انه لم يحاول الإساءة إليها ولكنه يحبها، ويثق أنها تحبه حباً صادقا، فيقول لها: إن حبها هو الذي صانني عن كل عبث وحال بيني وبين ما كنت أهم بارتكابه في غربتي. ولقد همت كثيراً أن افعل ما يفعله الشباب، ولكن كان مجرد تفكيري في إن هذه الفتاة البريئة الطاهرة الذيل تنتظر أو بتي وأنها تمد لي ذراعها لأتلقاها. كان هذا وحده يبعدني عن مز الق الشر ويدفعني إلى الثقة بنفسي فأبتعد عن كل ما يشين.
وهنا يظهر الارتباك على مسز الفنج وتستغرق في سهوم طويل، لا يخرجها إلا صوت ابنها (إسوالد) يسألها أن تبارك حبها، فتلتفت إليه وهي لا تزال شاردة، وتقول له في صوت شارد حزين: