ثالثاً: هذه الحروف التالية تستخدم للتذييل، وهي: س ب ك ق ولمعرفة الأمثلة تفصيلاً على طريقة زيادة كل حرف من هذه الحروف، يمكن الرجوع إلى كتبنا، ففيها من الشواهد المؤيدة غالب ما أبديناه. فأكتفي بإيراد نماذج على الطريقة المتنوعة الجارية بضرب من الاعتباط، أي لدواع غير داعي الدلالة على معنى خاص أو دور معين.
فهناك الزيادة من باب الإلحاق، والإلحاق يحد: بكونه زيادة لا لإضافة معنى جديد، بل لمحص الموافقة بين وزن ووزن آخر ليعامل معاملته.
ولا يكتفي لحروف الإلحاق بأن تكون من حروف سألتمونيها، بل يستعمل غيرها أيضاً. هو ذا الإلحاق من جهة اللام، نحو (ضريب) من ضرب، (جليب) من جلب، (قعدد) من قعد، رعدد، رعشن، كرمم، حرجج، دخلل، شملل، صعرر
هناك الإلحاق من غير جهة اللام، نحو (حنظل) من حظل، (جندل) من جدل، (فلحص) من فحص، (تلعس) من لعس
هناك الزيادة من باب الغنة، نحو (رنز) من رز، (حنظ) من حظ، (أنجار) من أجار، (انجاص) من أجاص
هناك الزيادة لتقوية الحركة دون قصد معني معين، نحو (برا) يقال منه: يرع والنسبة يرعى، أن يراني، كما يقال توقع من توقى، وجزأ وجزع من جزا، وبدأ وبدع من بدا.
هناك الزيادة لعذوبة اللفظ، نحو (يا أبت) عوض يا أبي، (عصاتي) عوض عصاي، قدني قطني بإقحام النون، لعلت ثمت وربت، بإلحاق التاء.
هناك الزيادة لإقامة الوزن، نحو تبيضضي بدل تبيضي هذا، ومن نتائج نظرية الثنائية، أولاً أن المثال والأجوف والناقص ما هي سوى مزيدات أو توسعات في الرس الثنائي الذي يجيء فيه التوسع بتكرار الثاني منه، أو بتشديده، أي بتكراره لفظاً ووضع الشدة عليه.
ثم من جملة أنواع التوسع في الأصول مثلاً: أن الفعل (وثب) مزيد في الثنائي (ثب) وأن (قام) هو الثنائي (قم) أشبعت حركة حرفه الأول، مما يظهر في السريانية في كلمة (قم) إذ لا ألف مقحمة فيها، ومن الكتابة العربية القديمة المتجلية في رسم المصحف المحافظ عليه حتى اليوم. إذ لا نجد فيه قام بل (قم)، كذلك الفتحات المشبعة لا يرسم عليها ألف. ويبين ذلك أيضاً في مجرى التصريف الذي إن هو إلا رس الكلمة ملحقاً به الضمائر، فيقال:(قم)