للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأبت المبيحة إلا أن تقبض الأجر مقدماً، ولما تم الإثم قبض أحدهم على ذراع المرأة وانتزع الثاني حقيبتها من يدها انتزاعاً، وأسرع الثالث إلى السيارة يهيئها للهرب، وقد اندفعت السيارة بأقوى سرعتها تحمل الأبطال الثلاثة وبقيت المسكينة في الصحراء تعوي كالذئبة ولا من مجيب!

أتدري يا صديقي كم حوت حقيبة العاهرة وماذا كان فيها؟

كان فيها منديل، وقرش صاغاً واحد، ومفتاح غرفتها، والأجر الزهيد الذي قبضته ثمناً لعرضها.

أي صديقي، لقد كان كشف لدني فتحه الله على بصيرتك. يوم رأيت ذلك المخلوق التعس فنفرت منه واستثقلت روحه وكثافة ظله، أما أنا فقد كنت أعشى العين والبصيرة. أنظر إلى ذلك الصديق من خلف غشاء قدسي نسجته بيدي إجلالاً للصداقة.

لست بأول إنسان خدع نفسه بمثل هذا الصديق، إن القط الأليف هو من فصيلة النمر المتوحش، كذلك الإنسان المهذب من فصيلة الشرير الأثيم، ولكن متى بدرت بادرة الغرائز الكامنة عاد كل إلى أصله

حبيب الزحلاوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>