للميلاد، في بعض أنواع الخلل في حركة القمر دليل على أنه كان يعرف شيئاً عن الجاذبية وخواص الجذب؟ من هنا يظهر أن علماء العرب (وقد يكون من قبلهم اليونان) سبقوا نيوتن في البحث عن الجاذبية. قد يعترض على هذا القول كثير ولكن لدى إنعام النظر يتبين أن الاعتراض في غير محله فنحن لا ندعي بأن العرب أو (غيرهم) وضعوا الجاذبية وقوانينها وما إليها في الشكل الرياضي الطبيعي الذي أتى به نيوتن، إنما جل ما في الأمر أن العرب أخذوا فكرة الجذب عن اليونان وزادوا عليها ووضعوا بعض القوانين لسقوط الأجسام. ثم أتى بعد ذلك نيوتن وأخذ ما عمله غيره في هذا المضمار وزاد عليه، وبفضل ما وهبه الله من العبقرية وما اتصف به من المثابرة والثبات واستطاع أن يضع الجاذبية بالشكل الذي نعرفه مما لم يسبق إليه، ولا شك أن له في ذلك فضلاً كبيراً جداً، ولكن هذا لا يعني تجريد العرب ومن قبلهم اليونان من الفضل، فلواضع الأساس في علم من الفضل ما للمكتشف أو للمخترع فيه.
مرض الانكلستوما:
إذا قلنا الدكتور محمد خليل عبد الخالق ومعنى ذلك أنه من الأطباء النادرين الذين يعنون بما جاء في الكتب الطبية القديمة ومن القليلين الذين يهمهم تطور الاكتشاف في الأمراض والعوارض التي تصيب الإنسان. وزيادة على ذلك فهو من المجددين في علم الطب، ومن الذين يعرفون كيف يقومون بواجبهم الإنساني على وجه كامل، ولسنا فيما نقوله مبالغين، بل قائلين الحقيقة ومقررين الواقع. لقد علق الدكتور حرسه الله على مقال لي نشرته في مجلة الرسالة عنابن سينا بما يلي:(. . . وأود أن ألفت النظر إلى أنابن سينا أول من اكتشف الطفيلية الموجودة في الإنسان المسماة الآن بالرهقان أو مرض الانكلستوما. وقد كان هذا الاكتشاف (القانون في الطب) في الفصل الخاص بالديدان المعوية، وهذه العدوى تصيب الآن نصف سكان العالم تقريباً.
وقد بلغ ما كتب عن هذا المرض من المقالات والكتب إلى سنة ١٩٢٢، (٥٠٠٠٠) مرجع عنيت بجمعها مؤسسة ركفلر بأمريكا. وقد سمىابن سينا هذه الطفيلية باسم (الدودة المستديرة) وقد كان لي الشرف في سنة ١٩٢٢ أن قمت بفحص ما جاء في كتاب القانون في الطب عن الديدان المعوية، وأمكنني أن أقوم بتشخيصها بدقة، وتبين من هذا أن الدودة