المحافل والمحاكم بالكلام العربي المبين، وليس أولئك بأقل قدرة من هؤلاء، ولكنها حرارة القلب. ألم يأتك نبأ أولئك الصغار تلاميذ المدرسة النموذجية الابتدائية الذين تحدثت عن التزامهم الحديث بالعربية في عدد مضى من الرسالة؟ ويظهر أن حرارة القلوب الغضة أكثر ارتفاعاً من حرارة القلوب الكبيرة.
قال صاحبي: لقد وازنت في تعليقك على المحاضرة بين الأدباء ودارسي البلاغة، أفلا ترى أن الأستاذ خلف الله كان في العهد الأول من الأدباء ثم صار الآن من دارسي البلاغة، وأن الذي يتعاظمنا وقوعه منه إنما هو من أثر الدراسات البلاغية. .؟
معرض خريجي الفنون
أقام اتحاد خريجي الفنون الجميلة العليا، معرضهم الرابع، بدار نقابة المحامين، وقد افتتح المعرض في الأسبوع الماضي، ولا يزال قائماً. وأول ما يلاحظ أنه أقيم في وقت متأخر من العام، أي بعد موسم المعارض الذي يكون عادة في أواخر الشتاء وأوائل الربيع، وجاء وقته أيضاً في أيام الامتحانات التي بشغل فيها طلبة الجامعات عن شهود مثل هذا المعرض، ولكن يبدو لي - بعد كتابة الجملة السابقة - أن هؤلاء الطلبة - في مجموعهم - لا يهتمون بالسعي إلى معارض الفن، بل يبدو لي أيضاً أن أكثر المثقفين في مصر لا يهتمون بذلك، وفي هؤلاء المثقفين الذين لا ينشطون لمعارض الفنون، أهل الفنون الأخرى كالأدباء والشعراء والموسيقيين والمسرحيين والسينمائيين، ولست بحاجة إلى بيان مكانة روائع التصوير والنحت وأثرها في ثقافة المثقفين وفن الفنانين، فالخوض في ذلك من الأوليات. ثم أوجه الكلام إلى الهيئات المشرفة على المعارض وخاصة اتحاد خريجي الفنون الذي يقيم هذا المعرض: أليس في الإمكان أن يقوموا بنشاط يجذب الجمهور المثقف إلى معارضهم؟ أوجه إليهم هذا السؤال وأترك لهم التفكير في الوسائل التي تؤدي إلى هذا الغرض.
قلت إن المعرض أقيم متأخراً، وقد علمت أن سبب هذا التأخر خارج عن إرادة الاتحاد، فليس له مكان يصلح للمعرض، وهو أكبر هيئة فنية في مصر. . وهو يمثل خريجي كلية الفنون الجميلة، فهو متصل بمعينها متجدد باستمرارها، وهو بذلك تجتمع فيه روافد الفن وتتمثل به الاتجاهات الفنية في مصر، ومع ذلك لا يملك مكاناً لمعارضه، فليس أمامه إلا