أبي ربيعة والعرجي وابن قيس الرقيات. ومن هنا تتضح لنا صفات شعره.
وقد ختمت حياة هذا الشاعر الفذ بمأساة؛ إذ أضغن عليه أمير مكة محمد بن هشام المخزومي في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك وهو خال الخليفة فقبض عليه بتهمة أسندها إليه وضربه وسجنه ومكث في السجن ٩ سنوات حتى توفي، وله في السجن جملة قصائد نفيسة منها قوله
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر
وخلوني لمعترك المنايا ... وقد شرعت أسنتهم لنحوي
كأني لم أكن فيه وسيطا ... ولا لي نسبة في آل عمرو
ويذكر المؤرخون أن السبب في سجنه هو أنه كان قد شيب في جيداء أم محمد بن هشام المخزومي وكان والياً على مكة هجاء لابنها.
وفيها يقول
عوجي علينا ربة الهودج ... إنك أن لا تفعلي تحرجي
إني أتيحت لي يمانية ... إحدى بني الحارث من مذحج
نلبث حولا كاملا كله ... ما نلتقي إلا على منهج
في الحج إن حجت وماذا مني ... وأهلة إن هي لم تحجج
أيسر ما نال محب لدي ... بين حبيب قوله عرج
نقض إليكم حاجة أو نقل ... هل لي مما بي من مخرج
ومن رقيق شعره وقد غنى به
أماطت كساء الخز عن حروجهها ... وأدنت على الخدين برداً مهلهل
من اللء لم بحججن ببغين حسبة ... ولكن ليقتلن البريء المغفلا
وليتصور القارئ الذواقة جمال قوله (البريء المغفلا)
كما شبب العرجي ببحيرة وفيها يقول
عوجي على فسلمي جبر ... فيم الصدود وأنتمو سفر
وتغزل في أم الأوقص - محمد بن عبد الرحمن المخزومي - وفي عاتكة زوجة طريح بن إسماعيل الثقفي، كما تغزل في كلابة مولاة لثقيف، كانت عند عبد الله بن قاسم الأموي.