ويشاء الله أن يرى مولانا محمد علي الحلم الرائع في سيطرة الإسلام على المبادئ التي يشقى البشر في ظلالها في أوروبا وأمريكا. وسيتم على يد مبادئ الإسلام تحرير الملايين العشرة من العبيد المعذبين في أمريكا الذين لم يستطيع إبراهيم لنكولن اليهودي، تحريرهم في حركته التي لم ترم إلا لبسط ظل اليهود على المسيحيين هناك؛ وسيرى تحرير المعذبين من المنبوذين في الهند، سوف يرى المبادئ الفاسدة والديانات الوثنية في طقوسها فاقدة الحياة على أقدام المبادئ المثالية الخالدة في الدين الإسلامي الحنيف.
ولعمر الحق أن لجوء ألمانيا الغربية في حل المعضلة التي خلقتها الحربان العالميتان المتتاليتان فيها من كثرة النساء وقلة الرجال، إلى السماح بالزواج بأكثر من واحدة زواجاً شرعيأن على الطريقة التي حل بها الإسلام المشكلة نفسها في صدر الجهاد، لنصر كبير لمبادئ الدين الحنيف الخالد.
لقد آن الأوان أن يهب المسلمون في بقاعهم المختلفة، يعرضون في سوق المبادئ، باللغات البشرية جميعهأن ما عندهم من مثل رائعة، ومبادئ سامية، وإنسانية صحيحة، وديمقراطية فطرية، ومساواة تامة، واشتراكية عادلة، على العالم المنهوك الذي يلفظ أنفاسه في ضجيج الآلات وانفجار القنابل الذرية.
ولقد آن للأزهر أن يستيقظ من سبات ألف سنة، وأن يشعر عن ساعد الحد ويتقدم إلى معركة الجهاد الصحيح، ويدخل في مناهجه تدريس عشر لغات على الأقل من لغات البشر المشهورة تدريساً متقناً؛ بحيث يكون في مقدرة خريجي قسم الدعاية الكتابة والخطابة والتحدث بسهولة عظيمة مع أصحاب هذه اللغات متى جاء دورهم للجهاد.
إن البشرية مشرفة على الفناء، والإنسان الذي يشاهد غريقاً ولا يمد له يد المساعدة، وهو يستطيعها؛ إنما هو إنسان غير كريم، والنبي العربي لم يخلق إلا ليتمم مكارم الأخلاق، فأدوا هذه الرسالة الأخلاقية الإنسانية أيها المسلمون.
وإذا قدر للصفحات التالية التي تفضلت الرسالة الغراء، ينشرهأن عن حياة مولانا محمد علي، أن تظهر للذين يقاومون المنكر بأضعف الإيمان، ما يصنع الإيمان الصحيح من المعجزات عن طريق العمل الخالص لوجهه تعالى، فقد وفقت إلى بعض ما ذهبت إليه في نشرها على المؤمنين. ومن يدري؟ فلعل ما فيها من حقائق تدفع العرب وهم مادة الدين إلى