تأسيس الجمعيات التي تبشر بمبادئ الدين في الأقطار البعيدة، أسوة بالجمعية الأحمدية في لاهور.
وأتوجه، وأنا في نهاية هذا التمهيد إلى حياة مولانا محمد علي، بالدعاء إلى الله أن يمد الله في عمره المبارك المجيد، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدم من خير للاسلام، وأن يحفظ الله الدولة الإسلامية الجبارة الفتية الباكستانية، وأن يمكن لها في الحياة ويعزها بالنصر، ويكلأها بعنايته. كما أتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ محمد طفيل كاتب هذا المقال الرائع عن مولانا محمد علي، الأستاذ العلامة الباكستاني السكرتير المساعد للجمعية الأحمدية في لاهور الذي نشرة في مجلة (ليت) عدد (أيار ٢٤ عام ١٩٤٩)
لا مشاحنة في أن الحركة الأحمدية في التاريخ مدينة إلى مولانا محمد علي في الاتجاه الذي رسمه لها فسارت نحوه في خطوات وئيدة راسخة. ومن المحقق أنها كانت تكون حركة تختلف عما هي عليه الآن، لو لم يكن فجرها الذي أشرق على الظلام الذي اكتنفها في الوجود، إذ ورث عن مؤسس القاديانية ميزا غلام أحمد علمه الرائع العظيم في سيطرة الإسلام على جميع بقاع أوربا وأمريكا.
ومن المحتمل أن يكون قد ولد، ذلك الغلام الذي قدر له أن يترجم معاني الكتاب المعجز الخالد إلى الإنجليزية في قرية مرار الصغيرة التابعة لحكومة كابور ثالا في الهند ويتصل نسبه بأسرة عريقة في حسبها ونسبهأن فهو الابن الخامس لحافظ فاتح الدين زعيم القرية المذكورة.
وحينما بلغ الخامسة من عمره، أرسله أبوه مع أخيه مولانا عزيز بوخاش إلى المدرسة القريبة في قرية دباليور المجاورة، وكان أخوه أكبر منه بأربع سنين أو خمس وبعد مرور سنوات ثلاث عليهما في هذه المدرسة، أرسلا إلى المدرسة العليا في كاربو ثالا وبقيا فيها حتى أتما الدراسة الثانوية عام ١٨٩٠.
وامتازت حياته في المدرسة بالذكاء والجد. وحينما كان يرجع إلى مسقط رأسه في مرار لقضاء عطلة الصيف كل سنة، كان يحرص على مشاركة القرويين في ألعابهم؛ ولاسيما في اللعبة التي كان يحب ممارستها كثيراً؛ ألا وهي لعبة (الكايادى). وكان إذا عاد إلى المدرسة يلعب (الكركيت) وبعض الألعاب الأخرى.