الملك رفض قائلاً (إني لو منحتكم (النواب) ما تطلبون فلن أكون إلا ملكاً بالاسم.)
حاول الملك التخلص من النواب واسترداد سلطته فانتهز فرصة الخلاف بين أعضاء المجلس وذهب إلى دار البرلمان للقبض على زعماء المعارضة؛ ولكن المحاولة فشلت واندلعت نيران الثورة، وناصرت لندن أعضاء البرلمان، واضطر الملك إلى أن يهرب إلى شمال إنجلترا.
نظم الجمهوريون قواتهم بزعامة أليفر كرمويل وحاربوا الملك شارل الأول وهزموه في موقعتي ناسبي ومرستن مور ثم سلم نفسه للبرلمان فحاكمه وحكم عليه بالإعدام ١٦٤٩ يقول جرين:(أثارت أنباء إعدام شارل الأول فزعاً ورعباً في جميع أنحاء أوربأن فطرد قيصر الروسيا وزير بريطانيا من بلاطه، وسحبت فرنسا سفيرها من لندن، وكانت هولندا أشد عداء للجمهورية التي قامت في بريطانيا.)
جمهورية:
بعد إعدام شارل الأول أعلنت الجمهورية في إنجلترا واختير كرومويل حامياً لهأن وكان من المنتظر أن تتوطد دعائم الديمقراطية في عهد الجمهورية، ولكن هذه الآمال تبددت وانتقلت السلطة إلى يد كرمويل وقد عرض عليه عرش إنجلترا فأبى وهكذا ضرب مثلاً في الإخلاص للمبدأ والبعد عن المنفعة الذاتية. وامتاز عهد الجمهورية أيضاً بسيادة التقشف والزهد. وظلت الجمهورية قائمة ما بقى كرمويل، فلما مات انتخب ابنه مكانه ولكنه كان ضعيفاً فثار عليه الشعب وطلب إلى شارل الثاني ابن شارل الأول العودة إلى إنجلترا ففعل وتولى العرش ١٦٦٠ وبذلك كانت حياة الجمهورية في إنجلترا قصيرة ١٦٤٩ - ١٦٦٠ ويرجع ذلك إلى أن الشعب لم يكن ميالاً للجمهورية، وإلى أنه كان قد ألف النظام الملكي، وكذلك كانت الجمهورية قائمة على أكتاف كرمويل ورجال الجيش فلما مات كرومويل انتهت الجمهورية.
الملكة العائدة: ١٦٦٠ - ١٦٨٨
كان شارل الثاني من أحب ملوك إنجلترا إلى الشعب البريطاني، وهناك قول مشهور (إن شارل الأول كان رجلاً طيباً وملكاً سيئأن أما شارل الثاني فقد كان رجلاً سيئاً وملكاً طيباً.)