تعيساً. وقتل الإنسان فجأة ثم أكله - كما كان مصير ضحايا قبائل (الأزتك) - أقل درجة بكثير من الألم الصادر عن مولد طفل في محيط تعس وملوث بداء الزهري. ومن ثم فإن العذاب الأعظم هو الذي يسببه الأساقفة والسياسيون عن عمد وسبق إصرار باسم الأخلاق، فلو كان لديهم حتى أصغر جذوة من الحب أو الشفقة نحو الأطفال، ما ألصقوا بالقانون الأخلاقي هذه القسوة الشيطانية.
إن الطفل المتوسط يقاسي حين الميلاد؛ وفي أيام طفولته المبكرة، من الأسباب الاقتصادية أكثر مما يقاسيه من الأسباب الخرافية؛ فحينما يولد للنسوة الغنيات أطفال فإنهم يجدون خير أطباء، وخير عناية، وخير طعام وشراب، وخير راحة، وخير لعب؛ بينما النساء من الطبقة الكادحة لا يتمتعن بهذه المزايا. وقد عملت السلطات العامة بعض الشيء في سبيل العناية بالأمهات، ولكن وهي كارهة؛ ففي اللحظة التي تمنع فيها كميات اللبن المخصصة للأمهات لتغطية العجز في المصروفات، تنفق السلطات العامة مبالغ ضخمة في رصف طرق السكان الأغنياء، حيث حركة المرور ضئيلة. ويجب أن يعلموا أنهم بمثل هذا القرار يتسببون في موت عدد من أطفال الطبقة الكادحة، بسبب جريمة الفقر. ومع ذلك فإن الطبقة الحاكمة، يشد أزرها الأغلبية الساحقة من رؤساء الدين، وعلى رأسهم البابأن قد ارصدوا قوى الخرافة الضخمة في العالم لتدعيم الظلم الاجتماعي.
وتأثير الخرافة في كل مراحل التربية نكبة. فإن نسبة مئوية من الأطفال لديهم عادة التفكير. ومن أهداف التربية أن تخلصهم من هذه العادة. فالأسئلة المحرجة تقابل بالقول (صه. . صه) أو بالعقاب، وتستخدم العاطفة الجماعية في تلقين أنواع معينة من الاعتقاد، وعلى الأخص الأنواع الوطنية. والرأسماليون والحربيين ورجال الكهنوت، يتعاونون في التربية، في زيادة هذه الميول، لدى الإنسان المتوسط.
وها هي ذي طريقة أخرى تحطم بها الخرافة التربية، وهي تأثيرها في اختيار المدرسين، فلأسباب اقتصادية ينبغي ألا تتزوج المعلمة، وأسباب أخلاقية يجب ألا يكون لها صلات جنسية خارج نطاق الزوجية، مع أن كل من درس علم النفس المختص بالسقم يعلم أن إطالة أمد العذرة، جد مضر على المرأة، فلا ينبغي ألا تشجع عليه المدرسات في المجتمع السليم. وهذه القيود المفروضة تؤدي إلى رفض جانب من النسوة القويات الجريئات أن