يتعاطين مهنة التدريس. وهذا كله يرجع إلى التأثير المستتر لمذهب الزهد الخرافي.
والأمر أسوأ في مدارس الطبقة المتوسطة والدنيأن فهناك الصلوات الكنسية والعناية بالأخلاق موكولة إلى رجال الدين؛ ورجال الدين غالباً ما يقعون في طريقتين كمعلمين للأخلاق، فهم ينكرون الأفعال التي لا تسبب ضررأن ويتجاوزون عن الأفعال التي تسبب ضرراً عظيماً. فهم جميعاً يسخطون عن الأفعال التي تسبب ضرراً عظيماً. فهم جميعاً يسخطون على الصلات الجنسية بين الشخصين غير المتزوجين اللذين يعشق كلاهما الآخر، ولكنهما بعد ليسا متأكدين أنهما يرغبان أن يعيشا معاً طوال حياتهمأن ومعظمهم يسخطون على تحديد النسل؛ ولكن أحداً منهم لا يسخط على وحشية الزوج الذي يتسبب في وفاة زوجته من كثرة الحمل. وقد عرفت قسيساً عصرياً كان لزوجته تسعة أطفال في تسعة أعوام؛ وقد أخبره الأطباء أنها إذا أتت بالعاشر فقد تموت. وفي العام الثاني حملت به فماتت، ومع ذلك فلم يسخط عليه أحد منهم، واستعمر في أبرشيته، وتزوج مرة أخرى، وما دام رجال الدين مستمرين في تجاوزهم عن القسوة وفي سخطهم على الاستمتاع البرئ، فإنهم لا يقدرون إلا على عمل الشر والضر كحراس الأخلاق الصغار.
وها هو ذا تأثيراً آخر سيئ للخرافة في التربية، وهو عدم تعليم الحقائق الجنسية، فإن الحقائق الفسيولوجية الأساسية ينبغي أن تعلم في الجنسين بكل بساطة، وبالطبع قبل سن البلوغ أي في هذا الوقت الذي لا يكونون فيه نشيطين. ففي سن البلوغ ينبغي أن تعلم أصول الأخلاق الجنسية غير الخرافية. ويجب أن يلقن البنون والبنات أنه لاشيء يبرر الاتصال الجنسي إذا لم يكن هناك ميل متبادل. وهذا على العكس من تعاليم الكنيسة التي تعتقد أنه ما دام الزوجان قد تزوجأن وما دام الرجل يرغب في طفل آخر فإن العمل الجنسي له ما يبرره أيا ما كان عظم نفور الزوجة. وينبغي أن يعلم البنون والبنات احترام كل منهما لحرية الآخر، وأن يشعروا أنه لا شيء هناك يمنح كائنا بشرياً - أياً كان - حقوقاً أكثر من الآخر، وأن الغيرة وحب التملك والاستئثار تقتل الحب. وينبغي أن يعلموا أيضاً طرق التحكم في النسل لكي يكونوا على بينة من أن الأطفال يجب أن يأتوا حينما يرغب فيهم. وأخيراً ينبغي أن يعلموا أخطار داء الزهري وطرق الوقاية والعلاج. وعلينا أن نتوقع من التربية الجنسية على هذه المناهج زيادة في السعادة البشرية لا تقاس.