أميرنا. . عندما يستشهد لشوقي!. . يريد أنه من الشعراء. . ولاشك أن هذا إعلان طيب على كل اعتراض في مناقشة الأستاذ الجندي. . وكان رأى الأستاذ الجندي ككرة المطاط إن ضغط عليها تباينت أبعاد حوافها عن مركزها. ولكن شاعرنا كان يصر في كثير أن يظل المركز على أبعاد متساوية. ومن ذلك قوله إن الجاحظ وأبا هلال لم يعطيا اللفظ كل شيء، واستشهد للجاحظ وترك أبا هلال. . فرد الأستاذ طبانة قائلاً إن النص لأبي هلال يلزمنا ويقول:(وليس الشأن في إيراد المعاني. فالمعاني يعرفها العربي والعجمي. . . وإنما هي جودة اللفظ. . . وليس يطلب من المعنى إلا أن يكون صواباً) أي لا يكون خطأ!. . ولكن الأستاذ الجندي أصر. .!
وقد غمر شاعرنا النقاد غمرة ما كنت لأرضاها له قال: من هو الناقد الأدبي؟ هو رجل لم يستطيع أن يقول أي شيء! فأراد أن يقول في كل شيء!. لم يستطع أن يكون قاصاً أو شاعراً أو ناثراً. . فالتمس باب المجد من هذا الباب! وكان متحمساً كأنما يلقي قصيدة! وهو يعلم أن النقد موهبة لا تتفق لكثيرين في دولة النقد، كما أن الشعر موهبة لا تتفق لكثيرين في إمارة الشعر!
وقال إنه ألف ديواناً فإنه لا يبالي ما يقول فيه النقاد. ولكن ما يقول الجمهور المثقف. كأن النقاد ليسوا من هؤلاء! ولفت الأستاذ الجندي نظر صاحب منهجاً من مناهج الدراسات الأدبية.
وقد ذكر الأستاذ سيد قطب في المناقشة حين عرض الأستاذ الجندي لقولة الأستاذ طبانة عن كلمة عمر بن الخطاب في زهير: إنه كان لا يعاظل. . قال: إن التعليق منقول عن كتاب النقد الأدبي (للأستاذ سيد قطب). . . وكلا الرأيين خطأ! لأن كلمة عمر لم تكن أول عهدنا بالنقد المفصل! فهناك حكاية النابغة مع الخنساء وحسان. . إن صحت! وهناك محمد رسول الله. . كان ينهى عن الحوشى. . . والتشدق والتقعر! ويقول: إن من البيان لسحراً!. . . وحكاية النابغة إن صحت فإنما هي إعجاب أو حكم غير معلل. . وذيل القصة الذي يفصل ويعلل ظاهر البطلان لأنه لا يتفق مع طبيعة النقد في هذا العصر كما قال الأستاذ سيد قطب. على أن أبا الفرج لم يذكر الذيل في الأغاني. .
وأما سيدنا محمد فإنما قال ما قال في معرض التقوى والصلاح لأن من صفات المؤمن ألا