استئناف الحكم، ولكن بعض الأدباء الذين تربطهم بالأهرام صلة سعي إلى بالمودة قائلاً: إنني طالب مبدأ لا طالب مبلغ، وأن حسي هذا الحكم الرائع وعطف الرأي العام. وطلب إلى أن أتنازل عن الاستئناف على أن تدفع لي جريدة الأهرام المبلغ المحكوم به. وأجيبت الأديب الفاضل إلى ما طلب. وبعد يومين من هذه (الوساطة) علمت أن الصحيفة المذكورة قدمت استئنافاً، فلم أجد أنا بدا من الاستئناف. ولعلك عاذري يا صديقي إذا أنا لجأت إلى الأساليب ذاتها التي تلجأ إليها الأهرام. وأحب أن يعلم المسئولون فيها أنه من الخطأ أن يستضعف الخصم خصمه، فقد يصيب المستضعف مقاتل القوى. . .)
وإنني الآن لأشعر بالإشفاق على الأهرام نظراً إلى ماضيها وإلى ما تحب لهأن وإلى جانب ما أشعر به من الرغبة في الانتصاف لأديب وصديق ناله عنت، وألم به ضيق، فإنه - وإن كان يعاني هذا الذي ناله - سينصفه القضاء وقد أنصفه فعلاً، والقضاء العادل هو أعز ما تملكه في هذه البلاد. أما الصحيفة الكبيرة فلا يشرفها، ولا يتفق مع روح العصر، أن يخرج عامل فيها بعد سنين في خدمتها إلى الطريق صفر اليدين. . .
وهنا طرف آخر في هذا الموضوع، هو نقابة الصحفيين. . لست أدري أي شيء هذه النقابة إن لم يكن مثل هذا من صميم عملها؟ أليست تسعى لتقرير معاشات للصحفيين الذين يعجزون عن العمل؟ فما بالها تقف عاجزة عن إنصاف محرر عامل من صحيفة؟ إن النقابة تمثل أصحاب والمحررين فهي تجمع بين لقط والفأر. . ولا بأس بذلك على أن تقلم أظفار الأول، ولكن لبأس كل البأس أن تمكن الأول من التهام الثاني. . .