نقاداً لا يستهان بهم. . وأن المدار في الأدب على الموهبة!
وليت شعري، هل يرى الأستاذ الجندي رأيه ذاك في أبي هلال العسكري باعتباره - أعني أبا هلال - ناقداً، وهو موضوع الرسالة التي عينها وما هي إلا نقد؟ وهل يرى رأيه ذاك في نفسه وفي زميليه وهم يناقشون الرسالة وما هم في هذا إلا نقاد؟ ثم هل يرى رأيه ذاك في نفسه باعتباره أستاذاً في دار العلوم جل عمله إن لم يكن كله الدراسة التي لا تخرج عن النقد؟ وبعد فلي نظرة في مسألتين: الأولى تعريف الأدب بأنه الكلام الجيد، من حيث اعتراض الأستاذ الخولي بقوله (فما بالك بالمتوسط؟) والذي أراه أن المقصود بالكلام الجيد ما يقابل الكلام العادي غير الأدب، فالأدب المتوسط بالإضافة إلى الأدب الجيد، وهو جيد بالنظر إلى غير الأدب.
والمسألة الثانية ما قاله الدكتور إبراهيم سلامة في الفن والعلم وخلط أرسطو بينهما في قولته عن الطب إنه الطب. ولست أدري ماذا يعنيه أرسطو فلم أطلع على كلامه هذا. وإنما أقول: إن فن الطب غير علم الطب، فلأول عمل وتطبيق، والثاني أبحاث ونظريات.
الأهرام ومنصور جاب الله:
لعل قراء الرسالة يذكرون ما حدثتهم به من قبل، عن النزاع بين صحيفة الأهرام وبين الأستاذ منصور جاب الله، ذلك النزاع الذي يتلخص في أن الأستاذ كان يعمل محرراً بالأهرام وقد استقال من وظيفته بوزارة المعارف ليتفرع للتحرير بها، ولا يجهل أحد من القارئين ما كان يكتبه في الأهرام من افتتاحيات ومقالات وتحقيقات صحفية. ثم تقلبت الأحوال في الأهرام، وجاء ناس بعد ناس، وإذا الأستاذ منصور مخرج من عمله في الصحيفة دون أي مبرر. . . وحاول التفاهم، ولجأ إلى النقابة، فلم يجده شيء من ذلك، فاضطر إلى المقاضاة أمام المحكمة
وقد سرنا أن القضاة أنصفه وحكم له بتعويض، وكان لهذا الحكم وقع طيب وخاصة لدى أدباء الإسكندرية الذين عبروا عن مشاعرهم بحفلات التكريم التي أقاموها له
ثم حدثت بعد ذلك ملابسات، أدعه يحدثنا عنها في رسالته التي تلقيتها منه في هذا الأسبوع:
(. . وإذ كان المبلغ الذي قضى لي به لا يتجاوز عشر التعويض المطلوب، فقد أزمعت