حينئذ تكون قدر كثافة الماء بـ (١٠) ٣٠٠ مرة ووجد أيضاً
أن سرعة الذرات في حالتها تلك تكون حول ٥٠٠ ياردة في
الثانية، فوجد من ذلك أن وزن كل كتلة من الكتل المتكونة
بواسطة التيار أكبر من وزن الشمس بمقدار يتراوح من ٢١
٦٢ مليوناً إلى ٤٠٠ مليون مرة، وعندا اكتشاف الفلكيين اليوم
لوجود آلاف من الأجسام التي لها هذا الثقل تحقق جيداً: أن
هذه السدم التي نراها اليوم هي ذات كتل التي تكونت بتأثير
ذلك التيار الابتدائي الذي حدث بين دقائق الغاز الأول.
وكانت هذه السدم التي تكونت مختلفة الحجم والشكل، وكان شكل الواحدة مترتباً على متجه التيار الذي أحدثها. فان اتجه التيار إلى المركز كان الشكل كروياً وبدون حركة. وإن زاغ الاتجاه عن المركز، وهو الأكثر حدوثاً، بدأت الكتلة بحركة دوران حول محور في وسطها. وللجسم الدائر صفة حفظ قوة الاندفاع الدوري وهي إن تقلص حجم الجسم يقصر طول قطره، فتزيد سرعة دورانه. وهكذا كان في أمر الكتل المتكونة حديثاً: زاد انكماشها بسبب جاذبيتها في سرعة دورانها أكثر فأكثر. وكان أثر ذلك الدوران أن حور شكل الكتلة من الكروي إلى شكل عدسي. وكما أن دورة الأرض سببت انبعاجها عند خط الاستواء وتفرطحها عند القطرين، كذلك ازدياد سرعة دوران تلك الكتل كان يزيد في تنظيمها إلى حدٍ بعيد. وكانت إذا زادت سرعتها أكثر من ذلك لا تزيد في تسطحها فحسب، بل تبدأ بقذف غاز من مادتها ينتشر حولها في المسطح الاستوائي انتشاراً متساوياً.
وهكذا حول كل كتلة تكون غاز خفيف. وله كالغاز الذي كون السدم نفسها صفة التجمع والتجزء إلى كتل تختلف قليلاً عن بعضها في الحجم والشكل، ولكنها أصغر من الكتل الأولى. وكما قدر العلماء رياضياً يتقارب وزن الواحدة منها من وزن الشمس ومعظم