للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الشعر والشعراء، وينفرون من مجرد رؤية الدواوين، فضلا عما تحتويه من نظيم!

وما من شك أن القلة من البحوث وقلة من الروايات والقصص، وقلة من الدواوين والقصائد، قد أخرجت للناس في هذه الفترة وهي تستحق الاستجابة، وتستحق الانتباه.

ولقد لقي معظمها ما يستحقه في نفوس الناس من تقدير وإقبال. والذي خانه الحظ فلم يعرف طريقه إلى الناس، إنما جنت عليه غفلة النقد في هذا البلد، ومؤامرات النقابات والعصابات، وسوء ظن القارئ بالمطبعة والمجلة والنقد في هذه الأيام.

ولو نهض المخلصون من النقاد، ووجدوا من الصحافة الأدبية مشجعا لتطهير الجو من هذه الميكروبات السالبة فيه، لاستطاعوا أن يستعيدوا ثقة القارئ بالنقد الأدبي، تلك الثقة التي قضت عليها العصابات والأوكار!

وإني لأعتقد أن صفحات (الرسالة) لن تضيق بالنقد الحر المخلص، إذا أقبل به أهله في جرأة وفي إخلاص.

ذلك نصيب الأدباء في جريمة قتل الأدب. فأما نصيب المدرسة ووزارة المعارف، ونصيب الدولة كلها ممثلة في وزارة المالية ووزارة المواصلات، فموعدي بها قريب أشاء الله.

سيد قطب

<<  <  ج:
ص:  >  >>