البرلماني الذي تفخرون به كان نظاما فاسدا في القرن التاسع عشر، وقد أصلح، فلم لا يصلح نظامنا البرلماني كما أصلح نظامكم؟)
عيوب:
كان النظام البرلماني الإنجليزي في القرن الثامن عشر موضع إعجاب المفكرين الفرنسيين أمثال مونتسكيو، ولكن الإصلاحات التي جاءت بها الثورة الفرنسية جعلته يظهر بعيدا كل البعد عن تحقيق الديمقراطية، فقد كان أعضاؤه من كبار الملاك والأشراف الذين وصلوا إلى مقاعد النيابة بنفوذهم وبالرشوة، ولم يكونوا يمثلون الشعب البريطاني بحال منالأحوال. وقد صبر الشعب على مساوئ النظام البرلماني أثناء الكفاح بين إنجلترا وفرنسا في عصر الثورة ونابليون، ولكن بعد سقوط نابليون تطلع الشعب إلى إصلاح النظام البرلماني. وهنا أحب أن أذكر أن الإصلاح قد تم تدريجا ودون حدوث ثورات خطيرة أو انقلابات عنيفة كما حدث في فرنسا. وقد كان أهم عيوب النظام البرلماني في أوائل القرن التاسع عشر ما يأتي:
أولا: سوء توزيع الدوائر الانتخابية: فقد بقى على ما كان علية في عصر شارل الثاني ١٦٦٠ رغم التطورات التي حدثت في حياة إنجلترا وفي توزيع سكانها، وقد كان من نتائج ذلك أن حرمت مدن كبيرة - نشأت نتيجة للانقلاب الصناعي مثل مانشستر وليدز وبرمنجهام - ومن التمثيل النيابي، بينما كانت (دنوتش) التي غمرتها مياه بحر الشمال ترسل نوابها إلى البرلمان، وكذلك (سارم القديمة) كانت عبارة عن تل من الخرائب ومع هذا كان لها نواب في البرلمان!
ثانيا: لم يكن التوزيع عادلا من ناحية أخرى: فقد كانت إرلندا تنتخب مائة نائب عن ستة ملايين من السكان، وكانت إسكتلندا تنتخب ٤٥ نائبا عن مليونين، وكانت إنجلترا تنتخب ٥١٣ نائبا عن ١٢ مليونا من السكان. وكذلك كان يمثل الأقاليم ١٨٦ عضوا ويمثل المدن ٤٦٧ عضوا.
ثالثا: تقييد حق الانتخاب: فقد كان قاصرا على طبقات معينة، هم كبار الملاك في الأقاليم وأعضاء البلديات في المدن، وقد كان عدد الناخبين في دائرة جاتن سبعة فقط.
رابعا: كان كثير من الدوائر يقع في أملاك اللوردات؛ وكان لهؤلاء تأثير كبير على