للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الألمانيين. ولو طرحت منابع الشر هذه لحدث تحول عام في القلوب، ولعشنا جميعا سعداء أبدا. ولاعتقادهم في مثل هذه الاعتقادات فقد أريد منهم أن يستمروا في (الحرب حتى تنتهي الحرب) وبالمقارنة نجد أن المحظوظين هم هؤلاء الذين عانوا الهزيمة والموت، وهؤلاء الذين حالفهم سوء الحظ، فظهروا كمنتصرين، كانوا في حاجة إلى شئ من احتقار اللذات أو الكلبية المسيحية، وكانوا بائسين بتحطيم كل آمالهم البراقة، والمنبع النهائي لهذه الآمال كان العقيدة المسيحية في التحول المحني كطريق للخلاص.

وأنا لا أريد أن أقول إن الثورات ليست بضرورية مطلقا، بل أريد أن أقول أن إنها ليست أقرب الطرق إلى عودة المسيح وليس هناك من طريق مختصر إلى الحياة السعيدة سواء أكانت فردية أم اجتماعية، ولكن لكي نشيد حياة سعيدة علينا أن نشيد الذكاء وضبط النفس والمشاركة الوجدانية، وهذا أمر كمي؛ أمر إصلاح تدريجي وتدريب مبكر وخبرة تربوية. والذي يجعل مكانا للاعتقاد في الإصلاح المفاجئ هو عدم الصبر فقط، والإصلاح التدريجي الممكن، والطرق التي يبلغ إليه بها، أمور قد تكفل بها علم المستقبل، ولكن في مقدورنا أن نقول شيئا الآن، وطرفا مما يمكن قوله. وسأحاول معالجته في ختامي.

عبد الجليل السيد حسن

<<  <  ج:
ص:  >  >>